قضية الطفلة ملاك.. ماء العينين: يجب إطلاق سراحها لتمتعها بقرينة البراءة وعدم التمييز الجنائي

تفاعلا مع الجدل الذي خلفه اعتقال الطفلة ملاك، ذات الـ 13 سنة، إلى جانب عدد من أفراد أسرتها، قالت أمينة ماء العينين، المحامية وعضو لجنة العدل والتشريع بمجلس النواب السابق، إن “الذي نعرفه بالنسبة للقاصرين خاصة من هم دون السادسة عشرة هو التسليم للأسر وليس الاحتفاظ بهم ولو في مؤسسات نعلم جميعا وضعية العديد منها”.
واعتبرت ماء العينين في تدوينة تفاعلية مع الحدث، إن “الاحتفاظ بالقاصرين إجراء استثنائي جدا جدا إذا ما شكلوا خطرا حقيقيا على المجتمع في حالة “الجنوح” الكبير الذي يستوجب العلاج أو في حالة الحاجة إلى حماية القاصر من نفسه إلى حين اتخاذ إجراءات علاجية مستعجلة”.
وشددت أن “مكان الأطفال الطبيعي هو المدرسة وكنف الأسرة الصغيرة أو الممتدة وليس أي مكان آخر”، واصفة بلاغ النيابة العامة فيما يتعلق بالتهم الموجهة للطفلة المودعة بأنه “غير مقنع”، داعية إلى وجوب التدخل لتصحيح الوضع مراعاة للمصلحة الفضلى للطفل الذي لا يُرجى معاقبته في هذه السن، بقدر ما يرجى تربيته وتنشئته وتصحيح سلوكه حيث لا إرادة له ولا تمييز أو إدراك كامل لما يمكن أن يتورط فيه أو يُوَرَّطَ فيه من طرف الراشدين.
وخلصت إلى أن “الطفلة إضافة إلى تمتعها بقرينة البراءة، فهي تتمتع بعدم التمييز الجنائي، كل ذلك كافٍ للتسريع بتسليمها لأحد أفراد أسرتها”.
من جانبه، قال الكاتب الصحفي يونس مسكين، إنه “مهما كانت النصوص الحرفية للقانون تمنح الشرعية لقرارات النيابة العامة في الملف الذي تعتقل فيه طفلة، فإن تدبير هذه القضية يحتاج قدرا أكبر من الحكمة وحسن التقدير وعدم الزج بطفلة في حالة تقييد للحرية، قد تكون مدمّرة لحياتها كيفما كان حكم القضاء لاحقا”.
واسترسل مسكين في تدوينة عبر فيسبوك، “احترزت شخصيا قبل الخوض في الموضوع حرصا على بناء موقف سليم على معطيات دقيقة، وبعد صدور بلاغ النيابة العامة الذي يكشف الافعال المنسوبة للطفلة، يصبح من العار والمسيء لنا جميعا، أن تقضي هذه الطفلة ليلة أخرى مقيدة الحرية”.
وتابع: “وجود شخص معروف بمواقفه وتسجيلاته التي تتعلق بمسؤولين سامين، ودون حاجة إلى إعلان الاتفاق أو الاختلاف معه حول ما ينشره؛ يعطي الانطباع بوجود نية للاستهداف والإخضاع، وتوظيف طفلة في هذا السياق”، مردفا: “إلى “الدولة العاقلة”: لا تصنعوا ملف فضيحة جديدة!”.