في حديثه حول الإقلاع عن التدخين خلال شهر رمضان، أكد الدكتور الطيب حمضي، الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، أن هذا الشهر الكريم يمثل فرصة ذهبية للمساعدة في التخلص من عادة التدخين المدمرة.
وأوضح الدكتور حمضي في تصريح لـpjd.ma، أن التدخين ليس مجرد عادة، بل هو إدمان يتكون من ثلاث أنواع: الجسدي والنفسي والسلوكي، فالإدمان الجسدي يحدث عندما يحتاج الجسم إلى النيكوتين الذي يصبح مكونًا أساسيًا في عمل خلايا الجسم، مما يسبب شعورًا بالحرمان إذا لم يتوافر. أما الإدمان النفسي، فيتمثل بحسبه في ربط المدخن للتدخين بلحظات السعادة والاسترخاء ومقابلة الأصدقاء والسهر، بحيث يعتقد أنه لا يستطيع الاستمتاع بهذه اللحظات دون تدخين سيجارة.
وأوضح بخصوص الإدمان السلوكي، وهي طريقة إشعال سيجارة، وهذه الحركة بحسب الدكتور حمضي” هي إدمان” في حد ذاته.
وقال الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، إنه عند الحديث عن الإقلاع عن التدخين، يجب ألا نركز فقط على التخلص من النيكوتين، بل يجب أن نعمل على وقف هذا الإدمان الثلاثي بشكل كامل، مضيفا أن المشكل الذي يطرحه التدخين هو أنه عندما يرغب المدخن في إيقاف التدخين يفشل وبالتالي يصبح فشلا على ثلاث مستويات.
وأشار إلى أن هناك دراسات تقول إن الذي يرغب في إيقاف التدخين يفشل ما بين 5 و7 مرات، وشدد على أنه لا يجب أن يعتبر المدخن أن الفشل نهاية الحياة وإنما هو “خطوة نحو النجاح والاقلاع عن التدخين”.
وفي هذا الصدد، كشف الدكتور حمضي أن 80 في المائة من المدخنين الذين يحاولون الإقلاع يعودون للتدخين بعد شهر من المحاولة، بينما يستمر 20 في المائة منهم في التوقف عن التدخين. ومع مرور عام كامل، تزداد نسبة المدخنين الذين يستمرون في الإقلاع ليصلوا إلى 85%، بينما 15% فقط من المدخنين يعودون للإدمان حسب المتحدث ذاته.
رمضان.. الفرصة المثالية للإقلاع عن التدخين
وعن كيف يمكن لشهر رمضان أن يكون فرصة حقيقية للمدخنين للإقلاع عن هذه العادة، قال الدكتور حمضي، إن فترة الصوم من السحور حتى المغرب توفر فرصة فريدة للتحكم في الإدمان على النيكوتين، فالدراسات تشير إلى أنه إذا تمكن الشخص من الامتناع عن التدخين لمدة 30 يومًا، فإن أعراض الحرمان تقل بشكل كبير، وتزداد فرص النجاح في الإقلاع عن التدخين بنحو خمس مرات مقارنة بأي فترة أخرى من السنة.
وأشار إلى أن المدخنين الذين يقررون الإقلاع عن التدخين بشكل مفاجئ، أي بين ليلة وضحاها، يحققون نجاحًا أكبر من أولئك الذين يحاولون الإقلاع بشكل تدريجي. ومع ذلك، حذر من خطر تدخين السجائر بكثرة في فترة المساء، بعد الإفطار، حيث يعتقد البعض أن استنشاق الدخان بعمق قد يعوض النيكوتين المفقود، وهو ما يزيد من الأضرار الصحية بشكل كبير بحسب حمضي.
دور المواكبة الطبية
في هذا الصدد، ذكر الدكتور حمضي، أن الدعم والمساعدة الطبية هما عاملان حاسمان في مساعدة المدخنين على الإقلاع، حيث يمكن للطبيب توفير النصائح والإرشادات اللازمة لتقليل أعراض الحرمان والتعامل مع التوتر والقلق الذي قد يشعر به المدخن خلال فترة التوقف.
وأضاف أن التدخين يؤدي إلى العديد من المشاكل الصحية، مثل أمراض القلب والشرايين والسرطانات، كما أنه يسبب آلامًا في الرأس واضطرابات في النوم، مما يؤكد ضرورة التخلص من هذه العادة السيئة واستغلال شهر رمضان كفرصة ذهبية للإقلاع.