تفاعلا مع أداء الإعلام العمومي وخاصة على المستوى الكوميدي والدرامي المقدم خلال شهر رمضان، قال الناقد الفني والسينمائي مصطفى الطالب، إن إعلامنا الرسمي لم يتطور، ولم يساير تطلعات المجتمع وطموحاته ومطالبه الاجتماعية والثقافية.
وشدد الطالب في تصريح لـ pjd.ma، أن المجتمع المغربي قد تطور بشكل كبير، وانفتح على العالم وثقافاته، وتكونت لديه ثقافة بصرية متقدمة رفعت من ذوقه الفني والثقافي والنقدي كما نرى على وسائل التواصل الاجتماعي.
واسترسل، غير أن انتقادات المشاهد المغربي للأعمال الرمضانية لهذه السنة مستمرة، كما هو حال السنوات الماضية، وربما بشكل أكثر، لكون نفس الوجوه الفنية تكرر في العديد من الأعمال الكوميدية والدرامية دون تطور في الأداء، أو الكتابة، أو الخيال.
وتابع: “لدرجة أن المشاهد يتساءل: هل لهؤلاء الممثلين والممثلات طاقة خارقة لحفظ الأدوار المتعددة أم يرتجلون؟ أو أن هذه الأعمال، خلافا لما يقال، قد أنجزت خلال السنة وانتظرت رمضان لترى النور؟”.
وأبرز الناقد الفني أن الصراخ هو المسيطر على الأعمال الكوميدية التي يطلق عليها المغاربة “الحموضة” التي لا تطاق، أما الأعمال الدرامية الاجتماعية التي تراهن عليها قنواتنا كل سنة فقد استنفذت أغراضها، حيث نرى نفس المواضيع وأماكن التصوير، وكذا نفس المشاكل الاجتماعية التي يتم تكرارها دون عمق.
وأردف الطالب، وأيضا دون أي حس إبداعي إلا بشكل جزئي في الملابس والمكياج، بمحاولة التشبه تارة بالمصريين وتارة بالأتراك (أعني مسلسلاتهم)، أضف إلى ذلك ظاهرة الاستعانة بالمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي، الذين ليس لديهم تكوين احترافي، وهذا يبين أن ما يهم ليس الإبداع في حد ذاته أو الاحترافية، وإنما البحث عن نسبة المشاهدة.
وأكد في هذا الصدد أن المسؤولين عن إعلامنا المرئي يعلمون جيدا الجمهور الواسع، وخاصة الشباب لا يرون القنوات التلفزية، وإنما المنصات الرقمية واليوتيوب الذي يحقق أعلى نسبة مشاهدة، مما أدى إلى ظاهرة أخرى، وهي أن الشباب أصبح يكتب، ويخرج مسلسلاته وأعماله الكوميدية والدرامية وأفلامه على اليوتيوب كرسالة للإعلام العمومي الذي لم يعد يفي بالغرض. فهل تعي قنواتنا ذلك وترفع التحدي أم ستظل على ما هي عليه؟ يتساءل المتحدث ذاته.
وأضاف، ومما يزيد الطين بلة، يقول الطالب، هو التكلفة الباهظة لهذه الإنتاجات الرمضانية، والتي تطرح ألف سؤال عن جدواها في الوقت الذي يمكن أن تمول عملا أدبيا أو دينيا أو تاريخيا يحقق السبق والفرجة، والمتعة والعمق الذي يبحث عنه المشاهد المغربي.
رابط المشاركة :
شاهد أيضا