لماذا تستمر فرنسا في منع اللاعبين المسلمين من “كسر” صيام شهر رمضان؟

تعرض الاتحاد الفرنسي لكرة القدم لانتقادات واسعة من قبل المتتبعين للمشهد الكروي العالمي، بعد التزامه الصمت بخصوص منح اللاعبين المسلمين فرصة للإفطار قبيل المغرب، وذلك بعد الجدل السابق حول رفضه تقديم هذه الاستراحة، مما يعني أنه لا يزال غير مسموح بها.
منع غير مبرر
وفي سنة 2024، واجه الاتحاد الفرنسي لكرة القدم انتقادات لاذعة بعد إصدار توجيهات للفرق والحكام بعدم إيقاف المباراة لغرض الإفطار حتى إن مشجعي “باريس سان جيرمان” رفعوا لافتة كتب عليها: “تمر، كوب ماء، كابوس الاتحاد الفرنسي لكرة القدم”.
وتحظر لوائح الاتحاد الفرنسي لكرة القدم إظهار الرموز الدينية على أرض الملعب منذ عام 2016، كما كرر معارضته مقاطعة المباريات لفترة وجيزة بسبب الإفطار، متحججا بمبادئ العلمانية والحياد.
نماذج مشرفة
وفي الوقت الذي تستمر فيه فرنسا بمنع اللاعبين عن ممارسة حقهم في الإفطار قامت العديد من الاتحادات والدوريات في جميع أنحاء العالم باحترام فريضة الصيام من خلال السماح بفترة توقف لكسر صيام اللاعبين المسلمين.
ومن بين الدول الأوروبية، كانت إنجلترا من أوائل البلدان التي فرضت استراحة للاعبين الصائمين، وأعلنت السلطات البريطانية الرياضية استمرار هذه السياسة.
وحسب نشرة الاتحاد الإنجليزي، فقد تم السماح للاعبين الذين يصومون شهر رمضان بأخذ استراحة قصيرة في المباراة للإفطار، على أن يتم الاتفاق على وقت تقريبي للاستراحة، ولن يكون بمثابة استراحة لشرب المشروبات أو وقت مستقطع تكتيكي.
وأعلن الاتحاد الإنجليزي، أن مباريات كأس الاتحاد التي تقام خلال شهر الصيام ستتوقف لفترة وجيزة للسماح للاعبين المسلمين بالإفطار، وهو ما تم تطبيقه في مباراتي مانشستر سيتي وبليموث، ومانشستر يونايتد وفولهام.
وفي بلجيكا، سمحت السلطات المسؤولة عن كرة القدم بفترة راحة خلال المباريات في شهر رمضان السابق لتمكين اللاعبين المسلمين من الإفطار، وقد أعيد تطبيق هذا الإجراء في الموسم الحالي.
وشهدت مباراة سينت ترويدن ضد ضيفه كورتريك بالدوري البلجيكي، السبت الماضي، توقفا في الدقيقة الـ12، حيث ذهب اللاعبون المسلمون لكسر صيامهم.
وفي هولندا، مدد الاتحاد الهولندي لكرة القدم إجراءاته بالسماح بفترات راحة قصيرة خلال المباريات المسائية للسماح للاعبين المسلمين بالإفطار، ويتم الإفطار خلال أول توقف للمباراة بعد غروب الشمس، طالما أن هناك لاعبا واحدا على الأقل ملتزم بالصيام.
وعلى نحو مماثل، سمحت أستراليا للاعبي كرة القدم المسلمين المحترفين بأخذ استراحة أثناء المباريات منذ العام الماضي، حيت تسمح بتوقف المباراة لمدة 90 ثانية لكسر الصيام.
ويسمح قرار الدوري الأسترالي، الذي أُعلن عنه قبل بداية شهر رمضان مباشرة، بأخذ استراحة طبيعية إذا أقيمت المباريات المسائية عند غروب الشمس
وفي السياق ذاته، شهدت مباراة ريال سوسيداد الإسباني وضيفه مانشستر يونايتد الإنجليزي، الخميس، في ذهاب ثمن نهائي الدوري الأوروبي، توقفا مؤقتا لمنح اللاعبين المسلمين فرصة للإفطار.
واتفق الفريقان قبل المباراة على إيقاف اللعب فور غروب الشمس حتى يتمكن المغربي نايف أكرد، لاعب الفريق الباسكي والمغربي نصير مزراوي، لاعب اليونايتد من “كسر صيامهما”.
وفي الدقيقة العشرين من عمر المباراة، توقفت المباراة بالفعل لفترة قصيرة، حيث حرص نصير مزراوي على شرب السوائل، فيما توجه أكرد لمقاعد البدلاء لتناول “موزة” وبعض المكملات الغذائية، قبل استئناف المباراة مرة أخرى.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.