انتقل إلى عفو الله ورحمته الشيخ والداعية المصري أبو إسحاق الحويني أمس الاثنين 17مارس الجاري بقطر، وولد الشيخ الحويني عام 1956 في مصر، وكان أحد العلماء المتخصصين في علم الحديث وله مؤلفات كثيرة في هذا المجال.
المولد والنشأة
ولد حجازي محمد يوسف شريف، الذي اشتهر بكنيته “أبو إسحاق الحويني”، يوم 10 يونيو 1956، بقرية حوين بمركز الرياض من أعمال محافظة كفر الشيخ بمصر، وكان الابن الثالث بين 5 ذكور. وينتمي إلى عائلة ريفية من الطبقة المتوسطة تشتغل بالزراعة، واشتهر بلقب “الحويني” نسبة إلى قرية حُوَيْن -التي ولد فيها- بمحافظة كفر الشيخ في مصر.
وكان والده من أعيان قريته، وسماه حجازي تيمنا بموسم الحج إلى بيت الله الحرام، كما كانت له والدته سندا في طلب العلم.
ويروى عنه أنه تَكنَّى في بدايات طلبه للعلم بـ”أبي الفضل” لحبه للعالم المحدث الحافظ ابن حجر العسقلاني، ثم غير كنيته إلى “أبي إسحاق”، بعدما قرأ عن العالم المقاصدي أبي إسحاق الشاطبي وقرأ له، وقيل تيمنا بكنية الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص، ويلقب الحويني نسبة لقرية حوين بكفر الشيخ.
الدراسة والتكوين العلمي
درس المرحلة الابتدائية بمدرسة الوزارية الابتدائية في قرية الوزارية المجاورة لقريته، ثم المرحلة الإعدادية في المدرسة الإعدادية القديمة “الشهيد حمدي إبراهيم” في كفر الشيخ، وبدأ كتابة الشعر، ثم درس المرحلة الثانوية في مدرسة الشهيد عبد المنعم رياض بالمدينة نفسها، في القسم العلمي.
وبعدها التحق في الفترة الجامعية بكلية الألسن في جامعة عين شمس بالقاهرة، وتخصص في اللغة الإسبانية وتخرّج فيها بتقدير عام امتياز، وبعد التخرج في الجامعة كان يريد أن يصبح عضوا في مجمع اللغة الإسباني فأرسل بمنحة من كليته في بعثة طلابية إلى إسبانيا، لكنه لم يواصل دراسته هناك وعاد إلى مصر.
أبدى الشيخ الحويني اهتماما وشغفا كبيرا بالعلم الشرعي، فاختار توجها آخر وتفرغ بعد التخرج في الجامعة لدراسة علوم اللغة العربية، وعلوم الحديث والتفسير والفقه. وتنقل بين مجالس الشيوخ، وتتلمذ على عدد منهم، إذ درس على الشيخ محمد نجيب المطيعي، أصول الفقه، وتعلم أساليب الدعوة وفنون الخطابة على الشيخ عبد الحميد كشك، وبعدها قادته رحلة طلب العلم إلى الأردن، حيث درس علوم الحديث على الشيخ ناصر الدين الألباني، وأصبح من أبرز تلامذته.
وفي المملكة العربية السعودية تلقى العقيدة والفقه عن الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد بن صالح العثيمين. كما تولى الخطابة في كثير من المساجد بمصر، واشتهر بمجالسه العلمية التي شرح فيها كتب الحديث والتفسير والفقه والعقيدة والتوحيد.
ويحكي بعض أقاربه أنه كان يعمل في متجر للبقالة أثناء دراسته، وكان مهتما كثيرا بقراءة كتب الشيخ الألباني.
مؤلفاته وإنتاجاته
ألف الشيخ أبو إسحاق الحويني مؤلفات كثيرة من بينها: تنبيه الهاجد إلى ما وقع من النظر في كتب الأماجد، غوث المكدود بتخريج منتقى ابن الجارود.
النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة، كشف المخبوء بثبوت حديث التسمية عند الوضوء، صحيح القصص النبوي، بذل الإحسان بتقريب سنن النسائي أبي عبد الرحمن، إقامة الدلائل على عموم المسائل (مجموعة فتاوى)، الفتاوى الحديثية (إسعاف اللبيث بفتاوى الحديث)، تخريج تفسير ابن كثير، الثمر الداني في الذب عن الألباني، مسيس الحاجة إلى تخريج سنن ابن ماجة، الأربعون في ردع المجرم عن سب المسلم، للحافظ ابن حجر..
وبعد صراع طويل مع المرض، توفي أبو إسحاق الحويني في العاصمة القطرية الدوحة مساء الاثنين 17 مارس 2025 م عن عمر ناهز 68 عاما.وكان الشيخ الحويني تعرض لوعكة صحية نقل على إثرها إلى أحد مستشفيات دولة قطر، التي انتقل للعيش فيها في السنوات الأخيرة من حياته.
عن الجزيرة
رابط المشاركة :
شاهد أيضا