أثارت غارات جيش الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة موجةً عارمةً من الإدانات العربية والدولية، وسط تحذيرات من “تصعيد خطير” و”حرب الإبادة الجماعية” التي تشنها دولة الاحتلال عبر استئناف عدوانها على القطاع.
وجاءت الدعوات مطالبةً المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لوقف هذه الانتهاكات، التي تُفاقم الأزمة الإنسانية وتُهدد استقرار المنطقة بأكملها.
مصر… “انتهاك صارخ”
أدانت مصر بأشد العبارات استئناف الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة على قطاع غزة، واصفةً ذلك بأنه “انتهاك صارخ” لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وجاء ذلك في بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، تعقيبًا على الغارات الجوية الإسرائيلية التي استؤنفت على القطاع فجر الثلاثاء.
وأضاف البيان أن هذه الأعمال “تشكل انتهاكًا صارخًا لاتفاق وقف إطلاق النار، وتعد تصعيدًا خطيرًا ينذر بعواقب وخيمة على استقرار المنطقة”.
قطر.. إشعال للمنطقة
وقال رئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن القصف الوحشي على غزة واستهداف نازحين في خيامهم في ظل حصار ظالم وانعدام المساعدات وانهيار المرافق الطبية جريمة بشعة يواصلها الاحتلال بلا شعور بالمسؤولية.
من جانبها قالت وزارة الخارجية القطرية في بيان رسمي، أدانت الإبادة الجماعية التي ترتكب بحق الفلسطينيين بقطاع غزة، واعتبرت ذلك تحديا “سافرا” للإرادة الدولية الداعمة للسلام بما في ذلك اتفاق وقف إطلاق النار الهش.
وقالت وزارة الخارجية القطرية في بيان: “تدين دولة قطر بأشد العبارات استئناف الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة الذي أدى إلى سقوط شهداء ومصابين بينهم أطفال ونساء”.
وحذرت الوزارة القطرية من أن “سياسات الاحتلال التصعيدية ستقود في نهاية المطاف إلى إشعال المنطقة والعبث بأمنها واستقرارها”.
الخارجية التركية
قالت وزارة الخارجية التركية، إن “إسرائيل تتحدى الإنسانية بأبشع انتهاك للقانون الدولي والقيم العالمية من خلال استئناف هجماتها على قطاع غزة الفلسطيني، في مرحلة جديدة من الإبادة الجماعية”.
وأشارت “الخارجية التركية”، في بيان لها، اليوم الثلاثاء، أن “المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل بحق مئات الفلسطينيين بهجماتها على غزة منذ فجر اليوم، أظهرت بدء مرحلة جديدة في سياسة الإبادة الجماعية التي تنتهجها حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو”.
وأضاف البيان أنه “في الوقت الذي تتكثف فيه جهود البحث عن السلام والاستقرار على نطاق عالمي، فإن هذا الموقف العدواني الذي تتبناه الحكومة الإسرائيلية يهدد المستقبل المشترك للمنطقة”.
الأردن… “عواقب وخيمة”
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين استئناف الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على غزة، وشن غارات على مناطق متفرقة في القطاع، أسفرت عن استشهاد وإصابة مئات الفلسطينيين.
وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة، سفيان القضاة، “ضرورة التزام إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار بجميع مراحله، والذي تم إنجازه بجهود قطرية ومصرية وأمريكية. وحذر من عواقب تفجر الأوضاع في المنطقة إذا استمرت إسرائيل في عدوانها على غزة”.
فلسطين.. “إبادة جماعية”
وطالبت وزارة الخارجية الفلسطينية بتدخل دولي عاجل لوقف ما وصفته بـ”جريمة الإبادة في قطاع غزة”، مؤكدة أن “الحلول السياسية هي المدخل لتحقيق التهدئة واستعادة الأفق السياسي لحل الصراع”.
واعتبرت الوزارة أن “استمرار العدوان على شعبنا، واستباحة دماء الأطفال والنساء والمدنيين العزل، يمثل هروبًا إسرائيليًا رسميًا من استحقاقات تثبيت وقف حرب الإبادة والتهجير، وانسحاب جيش الاحتلال من القطاع، وتعطيلًا للجهود الدولية الداعمة لخطة إعادة الإعمار وتوحيد شطري الوطن، وتحقيق الدولة الفلسطينية”.
استنكار كويتي
أمير الكويت مشعل الأحمد الجابر الصباح، دعا في اتصال مع رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، إلى ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته للدفع تجاه الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة، مؤكدين “إدانتهما واستنكارهما لاستئناف اسرائيل أعمالها العدائية على القطاع”.
واعتبر بيان مشترك أن “ذلك انتهاك صارخ للقانون الدولي ولاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه، وفي إطار المساعي المبيتة لجعل قطاع غزة غير قابل للحياة لدفع الفلسطينيين من أهالي القطاع للهجرة”.
السعودية.. “استنكار بأشد العبارات”
أعربت وزارة الخارجية عن إدانة المملكة العربية السعودية واستنكارها بأشد العبارات لاستئناف قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة، وقصفها المباشر للمناطق المأهولة بالمدنيين العزل، دون أي مراعاة لأحكام القانون الدولي الإنساني.
المرصد الأورومتوسطي
قال “المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان” (مستقل مقره جنيف) إنّ صمت المجتمع الدولي على الجرائم الدامية التي ارتكبتها “إسرائيل” على مدار الثمانية عشر شهرًا الماضية في قطاع غزة لم يكن مجرد فشل مشين، بل تفويض فعلي لها لمواصلة مجازرها وتصعيد جريمة الإبادة الجماعية عبر العودة إلى القتل الواسع النطاق للفلسطينيين، والاستمرار في التدمير الممنهج لمقومات حياتهم، في سعيٍ واضحٍ لإبادتهم بالكامل هناك.
وحذر “المرصد الأورومتوسطي”، في بيان صحفي، اليوم الثلاثاء، من أنه، بغض النظر عن الذرائع التي تروج لها “إسرائيل”، فإن الأنماط المنهجية للقتل الجماعي، والتجويع القسري المتواصل، والحرمان المتعمد من المواد الأساسية اللازمة للبقاء، والتدمير الشامل للبنية التحتية في غزة، لا يمكن تبريرها تحت أي ظرف، منبها أن هذه الأفعال تشكّل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وتعد أفعال إبادة جماعية وفقًا لاتفاقية الأمم المتحدة لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها.
وأكّد “الأورومتوسطي”، أنّ محاولات تصوير هذه الجرائم كضرورات عسكرية أو اعتبارات أمنية ليست سوى تضليل مكشوف للتغطية على جريمة الإبادة الجماعية. غير أن هذه التبريرات لا تغيّر الواقع القانوني، إذ تُنفَّذ هذه الأفعال بنية واضحة للقضاء على السكان الفلسطينيين في قطاع غزة. وحذّر المجتمع الدولي من التعاطي مع هذه التبريرات بأي شكل، مؤكدًا أن عليه اتخاذ إجراءات فورية لمحاسبة المسؤولين ومنع استمرار هذه الجريمة ضد سكان قطاع غزة.
مواصلة الإبادة
وفجر الثلاثاء، استأنف الاحتلال الإسرائيلي بشكل مفاجئ حرب الإبادة على قطاع غزة، من خلال تصعيد عسكري كبير شمل معظم مناطق القطاع، بزعم رفض حركة المقاومة الإسلامية حماس العروض التي تلقتها من المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف والوسطاء (مصر وقطر)، وفقًا لبيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأفادت وزارة الصحة في غزة بأن عدد الشهداء الفلسطينيين بلغ حوالي 420، بالإضافة إلى أكثر من 500 مصاب، بينهم حالات “خطيرة جدًا”، نتيجة الاستهدافات والمجازر المتعددة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي منذ ساعات فجر الثلاثاء.
وبدعم أمريكي يواصل الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 ارتكاب إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.