فاضلي: التوحش الصهيوني يعكس عمق الأزمة الوجودية التي تعيشها الدولة المجرمة.. والطوفان أسقط وَهْمَ الجيش الذي لا يُقهر

أكد الباحث الأكاديمي والناشط السياسي علي فاضلي، أن التوحش الصهيوني ليس علامة على قوة الدولة المجرمة، التي أسقط الطوفان وللأبد وهم جيشها الذي لا يقهر، والذي أظهر فضيحة الدولة المجرمة وبأنها بدون أمريكا لا تساوي شيئا أمام مجموعة صغيرة بأسلحة عادية؛ بل إن التوحش الصهيوني دليل على عمق الأزمة الوجودية التي باتت تعيشها الدولة المجرمة.
وشدد فاضلي في تدوينة نشرها عبر حسابه على فيسبوك، أن “ما لم يحققه التوحش الصهيوني خلال أزيد من سنة ونصف من حرب اجرامية متوحشة لن يحققه في أشهر إضافية، وهو عنوان على فشل المراهنة على السياسة للحصول على ما فشلت الدولة المجرمة في الحصول عليه بواسطة الحرب”.
ونبه الباحث الأكاديمي إلى أن من تجليات الأزمة الخطيرة التي باتت تواجه الدولة المجرمة هو الانهيار الكبير للتعاطف معها من قبل الأمريكيين الذين ظلوا دائما متعاطفين معها، وخصوصا في الحزب الديمقراطي الذي كان أكثر دعما للدولة المجرمة والحزب المفضل لأزيد من 70% من يهود أمريكا.
وأوضح، لكن الطوفان ألحق الهزيمة الاستراتيجية بالدولة المجرمة على مختلف الأصعدة، ومنها تراجع التعاطف مع الدولة المجرمة في أوساط الحزب الديمقراطي إلى 21% فقط في مقابل ارتفاع كبير في التعاطف مع الفلسطينيين بنسبة تجاوزت 59%، وفقا لاستطلاع معهد “غالوب” الشهير والذي نشر قبل أيام.
وأردف، وهو الاستطلاع الذي أثار مخاوف ورعب النخبة الصهيونية التي سارعت للدعوة للعمل لمواجهة هذا التغير المهول في الراي العام الأمريكي خصوصا في أوساط الديمقراطيين، لأنه مؤشر على أزمة بقاء تهدد الدولة المجرمة كما ذهب الى ذلك مفكرون ومستشرقون صهاينة.
وقال فاضلي إن الجمهوريون يكرهون اليهود إما لأسباب دينية أو أسباب سياسية لتصويتهم للحزب الديمقراطي، وهذا الأخير تزايد غضب جمهوره على الدولة المجرمة بسبب تسببها في خسارة هاريس وبسبب مواقف نتنياهو ويمينه المؤيدة لترمب.
وتابع، وبعد الانتخابات الامريكية كتبتُ إن “يهود أمريكا يؤيدون بشكل كبير هاريس والديمقراطيين في حين يهود الدولة المجرمة يدعمون بشكل كبير جدا ترمب، وهي معضلة ستستهم -وهذا مهم- في تعميق الغضب الديمقراطي من الدولة المجرمة، وستكون هذه الانتخابات سببا في تعزيز ذلك الغضب بحكم الدعم الكبير الذي لقيه ترمب من يهود الدولة المجرمة وحكومتها، وسيدفع الديمقراطيين لتحميل الدولة المجرمة جزءا كبيرا من المسؤولية عن خسارتهم”.
واسترسل: “لم يكذب الكاتب اليهودي الأمريكي الديمقراطي “توماس فريدمان” صاحب أهم عمود في جريدة “نيويورك تايمز” عندما قال قبل أشهر بأن بايدن قد يكون آخر رئيس ديمقراطي يتعاطف مع الدولة المجرمة”.
وشدد فاضلي أن “تعميق التناقض بين الرأي العام الأمريكي والدولة المجرمة هو ضرورة لمواجهة اللوبي الصهيوني المؤثر في أمريكا وتعميق الأزمة الوجودية للدولة المجرمة”.
وخلص إلى أن ما يجري “هي انتصارات استراتيجية للقضية الفلسطينية في مقابل هزائم استراتيجية للدولة المجرمة لا يعيها من ينظر للأزمات المعقدة من قبيل مواجهة مشروع استعماري استيطاني بمنظار اللحظة الآنية”.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.