أكدت بثينة قروري، رئيسة منتدى الزهراء للمرأة المغربية، أن الواقع أظهر عدم محورية قضايا المرأة والأسرة في السياسات العمومية المتبعة، مشيرة إلى أن المعطيات والأرقام التي تقدمها المؤسسات الرسمية تبقى دالة وتظهر وضعية الهشاشة التي تعيشها المرأة ببلادنا.
وأضافت: “وذلك على الرغم من أنه تم الإعلان غير ما مناسبة أن الحكومة ستعطي الأولوية للقطاعات الاجتماعية، لاسيما تلك المتعلقة بتعميم الحماية الاجتماعية، والإصلاح الشامل للمنظومة الصحية، وإصلاح التعليم وإدماج النساء والشباب اقتصاديا واجتماعيا، وإنعاش التشغيل ودعم السكن..”.
وأوضحت قروري في مقال رأي بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أن 32٪ من النساء تعانين من الأمية وهو رقم مرتفع مقارنة بالبلدان المحيطة بنا، كما تراجعت نسبة النساء النشيطات من 20٪ سنة 2014 إلى 16٪ سنة 2024 مع ارتفاع معدل بطالة النساء إلى 25٪.
ونبهت إلى أن هذه الأرقام تدل على صعوبة الوضع الاقتصادي والاجتماعي بالنسبة للنساء، والتي ازدادت في ظل موجة الغلاء المستمرة بدون أي مجهود ملموس للحد من تداعياتها على القدرة الشرائية، علما أن أزيد من 19٪ من الأسر تعيلهن نساء.
تنبيه لوضعية المرأة القروية..
وذكرت الكاتبة أن المرأة القروية تعيش وضعية جد مقلقة، ولا سيما في مجال الولوج إلى الخدمات الاجتماعية الأساسية، فمستوى الفقر والهشاشة لا زالا مرتفعين في العالم القروي، إذ تعد النساء أكثر تأثرا بالهشاشة الاجتماعية.
وأردفت، ذلك أن النساء الناشطات العاملات في الوسط القروي لا يتوفرن على أي تغطية صحية، في حين نسجل التأنيث المتزايد للعمل الفلاحي بالعالم القروي، خاصة مع انتشار الشركات و”المقاولات” الفلاحية التي تعمل أساسا على التصدير أساسا المنتوج الفلاحي والتي تشغل النساء القرويات وتستغلهن في غياب المراقبة لأوضاعهن من ساعات العمل والظروف الصحية والمعنوية للتشغيل …
وذكرت قروري أن ما تكشفه الأرقام والمؤشرات الصعبة، يستلزم ضرورة تفعيل مختلف البرامج الاجتماعية المعتمدة، والحرص على حكامة تنزيلها، مع تسريع سن الإجراءات الكفيلة بالتخفيف على هذه الفئات من النساء وبالتبع على الأسر ككل.