وقفة شعبية حاشدة في آسفي تلبي نداء النفير دعما ليوم القدس العالمي ضد الجرائم الصهيونية

شهدت مدينة آسفي ليلة اليوم السبت 29 مارس الجاري وقفة شعبية حاشدة بساحة الاستقلال تزامنًا مع يوم القدس العالمي، حيث لبى المئات من الفعاليات السياسية والنقابية والدعوية والشبابية والطلابية نداء النفير للتعبير عن تضامنهم اللامحدود مع الشعب الفلسطيني، لاسيما في غزة التي تواجه إبادة جماعية وحشية على يد الكيان الصهيوني.
وتميزت الوقفة بحضور جماهيري واسع، حيث علت الأصوات بشعارات مدوية تطالب بإنهاء التطبيع مع الاحتلال ونصرة أهل فلسطين الذين يتعرضون لأبشع أشكال التنكيل والتجويع والقصف الممنهج.
وكانت الكلمة الختامية التي ألقاها عبد المنعم الرمضاوي، عضو مكتب المبادرة المغربية للدعم والنصرة بآسفي، بمثابة ختام مؤثر للفعالية، حيث حملت رسائل قوية تعكس عمق التضامن والغضب الشعبي تجاه ما يجري في الأراضي المحتلة.
واستهل الرمضاوي حديثه بتحية حارة لفلسطين وغزة، واصفًا إياها بـ”أرض الرباط والجهاد” و”مصنع القادة والرجال” و”منبع الكرامة والرجولة”، موجهًا تحية خاصة من ساكنة آسفي، حاضرة المحيط، إلى المرابطين المدافعين عن القدس، أولى القبلتين وثاني الحرمين الشريفين.
وأشار الرمضاني إلى أن الكيان الصهيوني يواصل ارتكاب جرائم إبادة غير مسبوقة في التاريخ، تستهدف البشر والحجر في غزة، مستندًا إلى دعم الغرب الاستعماري بقيادة الولايات المتحدة، ومستفيدًا من تواطؤ بعض الأنظمة العربية التي اكتفت ببيانات شكلية أو ساهمت في الحصار والتجويع.
وفي مقابل هذه الغطرسة، أشاد المتحدث ذاته بصمود الشعب الفلسطيني الأسطوري الذي وصفه بـ”الطائفة المنصورة”، مؤكدًا أن هذا الصمود معجزة إلهية تؤكد قوله تعالى “يعز من يشاء ويذل من يشاء”.
وخاطب الرمضاوي ساكنة آسفي والأمة جمعاء، مشددًا على أن قضية غزة ليست مجرد مسألة جغرافية، بل قضية عقيدة ودين مرتبطة بالدفاع عن المسجد الأقصى.
وتساءل بحرقة: “أليسوا مسلمين؟ ألسنا مسلمين؟ أليسوا إخواننا، جزءًا من جسدنا الواحد؟”، مستحضرًا حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن وحدة المؤمنين وتراحمهم.
وحث الجماهير على الغضب لدين الله، محذرًا من السكوت أمام الدماء التي أزهقت، حيث تجاوز عدد الشهداء 50 ألفًا، إلى جانب آلاف المفقودين وعائلات محيت بالكامل من السجل المدني. وقال: “إن لم تحركك هذه الدماء فمتى تتحرك؟ وإن لم يتغير قلبك فاسأل الله أن يحييه، ولنخشَ أن يستبدلنا الله بقوم آخرين”.
وفي رسالة مباشرة إلى الأنظمة العربية، تساءل الرمضاوي عن كمية الدماء التي يجب أن تراق بعد لتقطع هذه الأنظمة علاقاتها بالكيان الصهيوني وتوقف “مهازل التطبيع”.
ودعا ساكنة آسفي إلى جعل قضية غزة أولوية حية في قلوبهم، من خلال متابعة أخبارها، مشاركة منشوراتها، دعمها ماليًا، والدعاء لها بإيمان صادق، مؤكدًا أن هذه الخطوات هي الحد الأدنى الذي يمكن لكل فرد تقديمه.
واختتمت الوقفة وسط هتافات قوية تعبر عن رفض التطبيع وتأييد المقاومة الفلسطينية، فيما تركت كلمة الرمضاوي أثرًا عميقًا في الحاضرين، معززة إصرارهم على مواصلة النضال الشعبي لنصرة القضية الفلسطينية التي باتت، كما وصفها، “قضية الجميع”.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.