تفاعلا مع إعلان الجزائر وفرنسا عودة العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها، وذلك بمناسبة الاتصال الهاتفي الذي جمع بين رئيسي البلدين، أكد خالد شيات، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، أن الخطوة تبين أن الجزائر لم تتمكن من تسيير أزمتها مع باريس بما يضمن لها تحقيق مكاسب سياسية.
وأشار شيات في تصريح لـ pjd.ma، إلى أن الجزائر افتعلت الأزمة بسبب موقف فرنسا من الصحراء المغربية، لكنها لم تضع رؤية استراتيجية واضحة لمسارها ومآلاتها.
وأوضح أن “الدخول في أزمة دبلوماسية يجب أن يكون مرتبطا بالقدرة على تسييرها والخروج منها بنتائج إيجابية”، مضيفا في هذا الإطار أن الجزائر لم تقم بهذا الأمر، ولم تأخذ في الاعتبار العواقب الاقتصادية لهذه الأزمة.
وتحدث شيات عن وجود ما وصفته بتضارب في الاتجاهات والتيارات داخل الجزائر، فيما يخص مقارباتها للأزمة مع فرنسا، لافتا إلى أن “هناك اتجاها جامدا وآخر مع تلطيف الأجواء السياسية، ويبدو أن الأخير هو الذي يتجه نحو إيجاد حلول” للأزمة مع فرنسا في الوقت الراهن”.
وأوضح الأستاذ الجامعي أن الأزمة التي افتعلتها الجزائر ضد فرنسا لم تكن تستند إلى دافع داخلي موضوعي بالنسبة إليها، ولا سيما أنها تدعي بأنها ليست طرفا في نزاع الصحراء المغربية، وبالتالي “كان من الممكن أن يمر الموقف الفرنسي، بشكل عادي، دون أن يؤدي إلى كل هذه الأزمة مع فرنسا”.
وبخصوص عدم حصول الجزائر على أي مكسب في قضية الصحراء وغياب هذا الموضوع عن المكالمة الهاتفية بين تبون وماكرون، قال شيات إنه “لم يكن من الممكن للجزائر أن تطلب من باريس التراجع عن قرارها بعد أشهر قليلة فقط من اتخاذه، ولذلك لم يتم التطرق لهذا الموضوع خلال الاتصال بين ماكرون وتبون”.
وفي هذا السياق، يرى شيات أن “فرنسا ترتبط بالمغرب بتوازنات استراتيجية تشمل مصالحها في القارة الإفريقية ومستقبل علاقاتها مع الرباط، ما يجعل أي تغيير في موقفها من قضية الصحراء غير وارد”.
وأكد أن “هذه الأزمة ستنتهي قريبا بتنازل جزائري، لأن حسابات الجزائر الاقتصادية كانت في خطر”، مشيرا إلى أن “الفرنسيين كانوا يدركون منذ البداية أن هذا المآل كان متوقعا، وأنهم سيجنون مزيدا من الفوائد الاقتصادية والسياسية من هذه الأزمة”.
رابط المشاركة :
شاهد أيضا