عديلي: المغرب مدعو لوقف مسلسل التطبيع المخزي وإغلاق مكتب الاتصال الصهيوني

احتضنت ساحة الاستقلال بمدينة أسفي مساء الأحد 6 أبريل 2025 وقفة شعبية حاشدة تضامنًا مع غزة في وجه العدوان الصهيوني المتواصل، نظمتها المبادرة المغربية للدعم والنصرة، وسط حضور جماهيري كثيف ومتنوع ضم الفعاليات الدعوية، والسياسية والنسائية، والشبابية، والطلابية، إلى جانب أطفال ونساء ورجال المدينة، الذين صدحت حناجرهم بشعارات قوية تندد بالمجازر وتطالب بوقف التطبيع، وتُجدّد العهد لفلسطين.
وأثناء الوقفة أُحرق العلم الصهيوني، تعبيرًا عن غضب الشارع المغربي ورفضه القاطع لكل أشكال التواطؤ مع الاحتلال، في مشهد جسد الغضب الشعبي وعمق الانتماء لقضية فلسطين. وقد طبع هذه الوقفة، كغيرها من وقفات المبادرة بأسفي، جوٌّ من المسؤولية والتنظيم المحكم، عكس رصانة الحضور وصدق المشاعر.
وفي هذا الصدد، عبر حسن عديلي، عضو مكتب المبادرة المغربية للدعم والنصرة، عن الموقف الشعبي المغربي الراسخ تجاه القضية الفلسطينية، مؤكدًا أن ما يحدث في غزة جريمة إنسانية تستوجب الإدانة الصريحة والتحرك العملي، لا الصمت أو التواطؤ.
وقال عديلي، إن دماء أهل غزة ليست أرخص من دماء أي مسلم، منتقدًا غياب مواقف حقيقية من دول الطوق، خاصة مصر، التي دعاها إلى استعادة دورها التاريخي في دعم فلسطين والوقوف في وجه الحصار.
ولم يُخفِ المتحدث استياءه من استمرار مسلسل التطبيع الرسمي، ووجّه نداءً صريحًا إلى الجهات الرسمية قائلاً: “كفى من هذه الهُرولة نحو الكيان الصهيوني، لقد آن الأوان أن يقف المغرب الموقف المشرف الذي عُرف به دائمًا، وأن يُغلق مكتب الاتصال، ويُنهي هذا المسار المخزي”، مستدركا أن الكيان الصهيوني لا عهد له ولا أمان، وأنه نكث العهود في أول اختبار، تمامًا كما وصفهم القرآن الكريم.
ومن جانب آخر، نوّه عديلي بأخلاق المقاومة الفلسطينية في التعامل مع الأسرى من جنود الاحتلال، الذين حُفظت كرامتهم رغم فظاعة ما يتعرض له الأسرى الفلسطينيون في سجون العدو من تنكيل وتعذيب، واعتبر أن المقاومة اليوم تقدم الدليل على أن الإسلام دين سلام وعدل، وأن “دعوة السلام الحقيقية لا تصدر من قتلة الأطفال بل من أمة تؤمن بأن الله هو السلام، وتحيتها السلام، ودعوتها السلام”.
وأشاد عديلي بساكنة أسفي على مشاركتها القوية، قائلاً: “تحية لأبناء أسفي، تحية لنسائها، تحية لأطفالها الذين يقدمون المثال الأرقى في النصرة والانخراط الشعبي”. كما توجه بالتحية إلى الشعوب العربية والإسلامية الصامدة التي ما زالت ترفع صوتها عاليًا في وجه التطبيع والتخاذل، داعيًا إلى الاستمرار في هذا النهج حتى تحرير الأرض وعودة الحقوق.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.