أكد إدريس الأزمي الإدريسي، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني التاسع لحزب العدالة والتنمية، أن الحزب يستقبل مؤتمره الوطني بهدوء، وبتحضير جيد وبأمل وبقوة.
وأضاف الأزمي الإدريسي في حوار مصور مع موقع “بلبريس”، الثلاثاء 08 أبريل 2025، أن حزب العدالة والتنمية اليوم ليس هو حزب 2021، حيث أثبت أنه حزب حقيقي وقوي وأن له مناضلين حقيقيين وفي المستوى، خاصة وأنه تعرض لضربة كبيرة.
وذكر أن حزب “المصباح” بعد عودة الأستاذ عبد الإله ابن كيران لرأس القيادة من جديدة، ركز على محور الهوية والمرجعية، ومنها القضية الفلسطينية ومدونة الأسرة، كما أثبت أن له كفاءات حقيقية في تتبع تدبير الشأن العام.
ومن ذلك، يردف الأزمي الإدريسي، أنه أول من وَضع على الطاولة فشل الحكومة في الوفاء بالتزاماتها العشر، وتحدث بوضوح عن تضارب المصالح لدى رئيس الحكومة وعدد من الوزراء، وعن أخذ مستوردين لأكثر من 13 مليار درهم بخصوص دعم الماشية، وتحدث عن وجود أكثر من 8.5 مليون مغربي خارج التغطية، كما كشف أن تنزيل التغطية الصحية أنشأ قطاعا عموميا مهترئا، وأنه قوى القطاع الخاص الريعي.
واسترسل، في هذه المرحلة أيضا، أي ما بعد 2021، ورغم أن الحزب له مجموعة نيابية قليلة العدد، مكونة من 13 عضوا، إلا أنها تصنع الحدث في كل أسبوع، ليس بالمزايدات أو ما يشببها، بل لأنها تنبه إلى الاختلالات الخطيرة في تدبير الحكومة والأغلبية للشأن العام.
وشدد الأزمي الإدريسي أن بلادنا في حاجة إلى حزب “المصباح”، خاصة وأننا نعيش في عالم متغير ومتذبذب، مما يبين أن المغرب بحاجة أيضا إلى معارضة قوية، وإلى برلمان متوازن وحكومة قوية وتتواصل وتملأ المجال والساحة السياسية.
الإعداد للمؤتمر
وفي شأن المؤتمر، قال رئيس اللجنة التحضيرية، إن إعداد الحزب له انطلق في مارس 2024، بمنهجية تشاركية، واشتغل على أربع أوراق وتشمل الورقة المذهبية والعرض السياسي للحزب وتعديل النظام الأساسي، ثم المساطر، وانتخاب قيادة الحزب.
وذكر أن اللجنة التحضيرية التي تشمل 25 عضوا، عقدت لقاءات مركزية وجهوية ومجالية، وانفتحت على آراء خبراء بشأن الحزب وتقييم أدائه وحصيلته السياسية.
ورفض الأزمي الإدريسي وصف الحزب بأنه تحول إلى زاوية لصالح الأستاذ ابن كيران، مشددا أن هذا ليس صحيحا نهائيا، وأن الحزب لا يعرف هذا.
وأردف: “أنا عضو مكتب الأمانة العامة، أرفض على نفسي أن أكون في زاوية، وأعضاء الأمانة العامة والحزب يرفضون أن يكونوا في زاوية، ولذلك نراهم يناقشون أفكار الأمين العام بقوة، وهو، من طبيعته يترافع عن أفكاره، لكنه يستجيب للأصوات والآراء الأخرى التي تختلف معه”.
الترشح والترشيح
قال المتحدث ذاته إنه في حزب العدالة والتنمية لا أحد يرشح نفسه للقيادة، وأيضا لا أحد ممنوع من أن يرشحه إخوانه، مشيرا إلى أن المسطرة تشمل الترشيح وليس فيها إقصاء.
ونبه إلى أن المؤتمر الوطني والتصويت عن الأوراق الثلاث هو التزام وتعاقد بين الحزب والقيادة المنتخبة.
وشدد الأزمي الإدريسي على فرادة النموذج المقدم من الحزب في انتخاب قيادته، وأنه حزب مستقل، لا يتصل بأي حد ولا يتصل به أي أحد، معتبرا أن هذه الاستقلالية ميزة خاصة وهامة بالنسبة للحزب.
واسترسل: “المهم هو أن يمر كل شيء وفق القواعد والضوابط والمساطر المعمول بها، بصرف النظر عن تفاعلات وآراء الأطراف الخارجية أو الأخرى من بعض الأسماء، لأن الكل يعبر عن رأيه، والمؤتمر سيد نفسه، ونتائجه ملزمة للجميع”.
وشدد الأزمي الأدريسي أنه لا يمكن لأي منصف إلا أن يعترف بأن ما قام به الأستاذ ابن كيران ما بعد 2021 قد جعل الحزب حاضرا بقوة في قضايا الهوية والسياسة، وأن يصنع الحدث في البلاد، ويساهم بقوة في النقاش العمومي، مردفا: “شئا أم أبينا هذا يجب أن يحسب للقيادة الحالية وعلى رأسها الأستاذ ابن كيران”.
وخلص إلى أن المؤتمر الوطني لحزب “المصباح” هو يوم تتويج، لكنه يوم حاسم، وأن المسطرة المعتمدة لانتخاب قيادة الحزب تخلق تعبئة داخلية كبيرة، وتعطي الشرعية للقيادة المنتخبة.