أكد خالد شيات، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، أن الموقف الأمريكي الأخير الذي جاء لتأكيد جدية ومركزية مقترح الحكم الذاتي كآلية لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، يشكل استمرارية للموقف الذي تبنته الولايات المتحدة، والذي لم يتزحزح منذ الاعتراف الرسمي الأمريكي في عهدة ترامب الأولى.
وقال شيات في تصريح لـpjd.ma، أن هذا الأمر استمر مع إدارة بايدن من الناحية القانونية و”إن كان قد عرف قدرا من الجمود على مستوى تنزيل مقتضياته خاصة فيما يرتبط بإقامة قنصلية أمريكية في مدينة الداخلة”، وأوضح أن هذا السياق الجديد”معناه أن هناك تجديدا لهذا الموقف من الناحية القانونية وأيضا وجود مسار جديد على مستوى تنزيل مقتضيات الاتفاق بكل محتوياته وأفقا لتجديد هذا التعاون، وتكريس مركزية ومحورية الأقاليم الجنوبية كمحور لتنمية التعاون السياسي والاقتصادي والتجاري بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية”.
من جانب آخر، أشار أستاذ العلاقات الدولية، إلى أن المنطقة تشهد في الآونة الأخيرة نموا وتزايدا للنفوذ الجزائري على منطقة شمال افريقيا دعما لأجندة تغذيها العلاقات الجزائرية الإيرانية، وهذا الأمر بحسبه يبدو واضحا في منطقة مالي ودعم الانفصال فيها، ودعم الانفصال في الصحراء المغربية ومحاولة توسيع النفوذ الذي من خلاله يمكن أن يكون ذلك مناسبا للرؤية الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة.
وفي هذا الصدد، أكد شيات أن هذا التوجه الأمريكي الملح اليوم هو لصالح المغرب لكبح جموح هذه التوجهات الاستراتيجية التي تدعم من خلالها الجزائر التوجهات الاستراتيجية الإيرانية في المنطقة وتخدم أجندتها في منطقة شمال افريقيا ومنطقة الساحل والصحراء، وتشجيع العمليات الإرهابية عن طريق تزويدها بمكونات عسكرية استثنائية وغير تقليدية وهو ما يفتح بحسبه المجال لحرب موسعة في المنطقة.
فهذا المعطى يضيف المتحدث ذاته، مهم جدا لكي يتم ربط هذه المصالح الاستراتيجية الأمريكية والمغربية على مستوى زيادة إمكانيات التعاون في المنطقة استراتيجيا، بحيث تكون منطقة شمال افريقيا والشرق الأوسط منطقة داعمة للسلام أولا، ثم مكونا من مكونات الدعم الاستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية عموما لتجديد مبادرتها الاقتصادية والتجارية لدعم النفوذ الأمريكي طبقا لشعار “أمريكا أولا” الذي يتبناه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
رابط المشاركة :
شاهد أيضا