وجه عبد اللطيف سودو، رئيس جمعية مهندسي العدالة والتنمية، انتقادات وصفها بالمشروعة لمخطط “المغرب الأخضر”، معتبرا أن هذا البرنامج الاستراتيجي، رغم الأهداف الطموحة التي رفعها، قد فشل في تحقيق الأمن الغذائي للمغاربة، والتوازن بين الفلاحة التصديرية والفلاحة المعيشية، مما أثر سلباً على الفلاحين الصغار والأمن الغذائي الوطني.
وقال سودو خلال ندوة نظمتها الجمعية اليوم السبت 12 أبريل الجاري، حول “الأمن الغذائي بين مخططي المغرب الأخضر وأليوتيس” بالرباط، إن الدعم الموجه للفلاحة بقي حبيس فئة الفلاحين الكبار، بينما تم تهميش صغار المنتجين الذين يشكلون عماد الأمن الغذائي المحلي.
كما سجل عدم تحقق الاكتفاء الذاتي في المواد الأساسية مثل الحبوب والسكر والزيوت، مع تسجيل ارتفاع في الأسعار، وتزايد مظاهر الهجرة القروية، وضياع مناصب الشغل في القطاع الفلاحي، وهو ما أكده تقرير صادر عن والي بنك المغرب.
وأشار إلى أن المخطط شجع الزراعات التصديرية المستنزفة للموارد المائية، كالأفوكادو والبطيخ الأحمر، في وقت تواجه فيه المملكة تحديات مائية كبيرة تهدد ديمومة القطاع ككل.
وفي هذا الصدد، شدد على ضرورة إخضاع المخطط الأخضر لتقييم موضوعي بدل التعتيم على آثاره الاجتماعية، كما حث على تحقيق السيادة الغذائية كأولوية استراتيجية، مشيرا إلى أنه مع التعديلات الجمركية التي فرضها الولايات المتحدة الأمريكية أصبحت بعض الدول تفكر في كيفية تحقيق الاكتفاء الذاتي.
كما حث على الاستثمار في البحث العلمي والزراعات المستديمة، وإصلاح أسواق الجملة ومراقبة سلسلة التسويق لمحاربة المضاربة، مشددا على حماية الفرشة المائية وضمان الماء الصالح للشرب من أجل ضمان مستقبل الأجيال.
وعلى صعيد قطاع الصيد البحري، كشف سودو عن سلسلة من الاختلالات التي رافقت تنفيذ مخطط “أليوتيس”، مشيراً إلى تراجع الحصة السوقية للمنتجات البحرية المغربية إلى 1.9 في المائة فقط سنة 2015، مقابل طموحات كانت أكبر بكثير، وأكد أن هذا المخطط فشل في تربية الأحياء البحرية، حيث أصبح الإنتاج في حدود 400 طن سنويا مقابل الهدف المحدد في البرنامج 200 ألف.
ونبه إلى ضعف الاستهلاك الداخلي بحيث لا يتجاوز استهلاك الفرد المغربي 6.13 كيلوغرام سنويا مقارنة مع 20 كيلوغرام عالميا، بالإضافة على ضعف تنفيذ المشاريع، حيث تم إنجاز 25 مشروع فقط من أصل 70 مشروع، و39 في المائة من البرامج اكتمل، 36 في لمائة نفذت جزئيا، و25 في المائة لم تبدأ.
وانتقد سودو أيضا عدم وضوح الميزانيات ومصادر التمويل، بالإضافة إلى مشاكل في موانئ الصيد، حيث فقط 8 من أصل 22 ميناء مجهزة لاستقبال أسطول أعالي البحار، فضلا عن الفوضى التنظيمية واكتظاظ وتسويق غير منظم، وتهريب الوقود، وتأخر في تنفيذ جداول التفويض وضعف في قرى الصيادين.
رابط المشاركة :
شاهد أيضا