ناجي: عنف التلاميذ يرتبط بانقلاب سلم القيم وعلاجه يتطلب الغوص في أسبابه العميقة

أكد عبد الصمد ناجي، الخبير التربوي ورئيس مؤسسة “أماكن” لجودة التربية والتعليم، أن العنف الصادر عن التلاميذ، سواء داخل المدرسة أو خارجها، “ينبغي أن يكون خطًا أحمر يجب التصدي له بحزم من خلال تعبئة الدولة والمجتمع لتأسيس قواعد تجعل هذا السلوك منبوذًا”.
ويرى ناجي في تصريح لـ pjd.ma أن معالجة هذه الظاهرة تتطلب الغوص في أسبابها العميقة، التي تشمل أبعادًا اجتماعية، اقتصادية، ثقافية وسياسية.

ولفت إلى أن “انقلاب سلم القيم في المجتمع المغربي عامل رئيسي”، مشيرا إلى تراجع قيم الاحترام والانضباط والمسؤولية لصالح الاستهتار والحرية غير المنضبطة لأي قواعد.
وأضاف أن المدرسة أصبحت عرضة لظواهر اجتماعية سلبية مثل التحرش، التنمر وتعاطي المخدرات، نتيجة غياب حماية كافية لهذا الفضاء التربوي، مبرزا أن الترويج لقدوات منحرفة أخلاقيًا عبر وسائل الإعلام أو مؤسسات رسمية يُسهم في تمثل التلاميذ لثقافات دخيلة تُنتج عنفًا رمزيًا، لفظيًا أو جسديًا، يظهر في وسائط التواصل الاجتماعي، وفي الملاعب الرياضية والشوارع.
ودعا ناجي إلى تبني سياسات عمومية مندمجة تستهدف الأسرة لتعزيز دورها في التنشئة الاجتماعية السليمة، والإعلام للترويج لقيم مغربية أصيلة، والمدرسة لاستعادة دورها التربوي من خلال فرض الانضباط واحترام الأطر التربوية.
وشدد المتحدث ذاته على ضرورة إعادة الاعتبار للمدرس من خلال تجريم الإهانات الموجهة إليه، وتطبيق القوانين التي تحمي الموظف العمومي، مشيرا إلى أن محاربة الهدر المدرسي تتطلب إعادة النظر في سياسة إرجاع التلاميذ المفصولين دون معالجة أسباب انحرافهم، إلى جانب تكوين المدرسين للتعامل مع الحالات الخاصة لضمان بيئة تعليمية خالية من العنف.
وخلص رئيس مؤسسة “أماكن” إلى أن ضعف مردودية النظام التربوي، الذي يتجلى في ارتفاع نسب التكرار ومغادرة 300 ألف تلميذ سنويًا للمدرسة، يُغذي شعور التلاميذ بالنقص مقارنة بأقرانهم، مما يُترجم إلى سلوكات عنيفة.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.