شهدت الحياة الحزبية والسياسية بالمغرب اليوم السبت 26 أبريل 2025، حدثا استثنائيا بكل المقاييس، والمتمثل في الافتتاح الباهر والأجواء الحماسية التي ميزت المؤتمر الوطني التاسع لحزب العدالة والتنمية، وهو الحزب الذي وُضع ثامنا غداة انتخابات 8 شتنبر 2021.
واستثنائية هذه المحطة ليس في تنظيمها كاستحقاق دوري، بل بأن ينظمها حزب مرَّ من عملية استهداف مباشر وطرد علني من كل المؤسسات المنتخبة، برلمانيا وترابيا، ومع ذلك، استطاع أن يؤكد للجميع، أنه حزب حقيقي، لا ترتبط حياته بالمواقع الانتدابية والمقاعد الانتخابية، بل برسالة سامية عنوانها خدمة الوطن والمواطن، استنادا على أرضية المرجعية الإسلامية.
فقد حظي الحزب بمتابعة إعلامية كبيرة، من داخل المغرب ومن خارجه، ومتابعة كبيرة أيضا من لدن عموم المواطنين والفاعلين والمهتمين بالشأن السياسي الوطني، مما يؤكد أن حزب “المصباح”، استطاع أن يملأ المكان، وأن يؤكد فاعلية دوره وتأثيره في الحياة السياسية، سواء في عبر مواقف أمانته العامة وعلى رأسها الأستاذ عبد الإله ابن كيران، أو مجموعته البرلمانية أو عبر مختلف هيئاته الموازية وكتاباته المجالية، جهويا وإقليميا ومحليا.
ولا شك أن الحماس الكبير الذي شاهده الجميع خلال الجلسة الافتتاحية، وعلو أعلام المغرب وفلسطين، وشعارات الوفاء لثوابت الأمة المغربية الجامعة، تدل جميعا أن الحزب استطاع تجاوز المرحلة الصعبة لما بعد واقعة 8 شتنبر، وأنه مستعد للقيام بدور أكبر في المستقبل، انسجاما مع مأمول المواطنين واستجابة لانتظاراتهم، خاصة وأن الحكومة الحالية، أبانت عن فشل ذريع في تدبير شؤونهم، فضلا عما تتخبط فيه من اختلالات وإشكالات تؤثر سلبا على التقدم المنتظر في عمل المؤسسات المنتخبة وعلى تعزيز الخيار الديمقراطي كخيار دستوري ثابت.
رسائل المؤتمر الوطني عديدة، وكلها إيجابية لصالح الحزب وأبنائه ومحبيته وعموم المواطنين، أعادت لهم الأمل، وتبشرهم بإشراقة فجر جديد للحزب في خدمة البلاد والعباد، رغم كل الظروف المحيطة والمكبلة، والتي لم تنجح في وأد التنظيم، بل أعطته دفعة جديدة لمواصلة “النضال من أجل الاختيار الديمقراطي وكرامة المواطن”.
رابط المشاركة :
شاهد أيضا