أكد رضا إدريس، مستشار رئيس حركة النهضة التونسية، عمق ومتانة العلاقات التونسية المغربية الضاربة في التاريخ البعيد، وأشار إلى أن هذه العلاقات ليست وليدة اللحظة، بل تعود إلى قرون من التواصل المتين والتبادل الفكري والديني والحضاري بين القيروان وفاس واشتراك البلدين في نسب ونبوغ ابن خلدون.
وذكّر مستشار رئيس حركة النهضة التونسية في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني التاسع، أمس السبت 26 أبريل الجاري ببوزنيقة، بمواقف التضامن الأخوي التي جسدها المغرب، وعلى رأسها زيارة جلالة الملك محمد السادس لتونس في سنة 2014، في لحظة دقيقة كانت تخوض فيها البلاد معركة شرسة ضد الإرهاب.
وقال “حري بنا أن نقول بصوت عال أن علاقتنا أيها الاخوة الأعزاء على الأصل والتمام تكاد تكون علاقة شعب واحد في دولتين شقيقتين وستبقى كذلك رغم السحب العابرة ورغم الشخوص الطارئين”.
ومن جانب آخر، أعرب المستشار التونسي، عن أزكى التحيات وأخلص مشاعر المحبة وتهاني الشيخ راشد الغنوشي رئيس حزب حركة النهضة لانعقاد المؤتمر الوطني التاسع، متمنيا التوفيق والسداد لما فيه الخير واستقرار وازدهار المغرب الشقيق.
وفي سياق حديثه عن الوضع الداخلي لتونس، عبر مستشار رئيس حركة النهضة عن بالغ القلق من التراجعات الخطيرة في الحريات العامة وحقوق الإنسان، عقب ما وصفه بـ”الانقلاب على الديمقراطية والمؤسسات الشرعية”. وأكد أن القضاء، الذي يفترض أن يكون سلطة مستقلة، تحول إلى أداة بيد السلطة التنفيذية، مما أدى إلى موجة من الاعتقالات التعسفية والمحاكمات السياسية، طالت شخصيات من مختلف المشارب الفكرية والسياسية.
وسلط إدريس الضوء على محنة زعيم الحركة راشد الغنوشي، الذي يقبع في السجن رغم تجاوزه سن الثمانين، مشيرًا إلى أنه “كرّس حياته دفاعًا عن الديمقراطية والحوار والمصالحة بين أبناء الوطن”، وهو اليوم محروم من أبسط الحقوق التي ناضل من أجلها.
في مقابل ذلك، أشاد في هذا الصدد، بالتجربة المغربية في حسن التعايش ورعاية التعددية وبحكمة الدولة في هذه البلاد في تثمين التنوع، كما نوه بجميع القوى الوطنية المغربية ومنها حزب العدالة والتنمية في التمسك في حق الاختلاف ووحدة الصف.
ونوه المحدث ذاته، بالمنهج الأصيل الذي دأب على بلورته حزب العدالة والتنمية في بناء المصالحات الوطنية من أجل خير المغرب، وباعتبار هذا الخيار الحضاري ضمانة للتقدم والنهضة الشاملة، وأكد أن كل الذين انتهجوا هذا المنهج الإدماجي الحضاري من حكام هذه البلاد قد وضعوا شعوبهم على السكة السلامة والرقي وكل من تنكبوا عن هذه الاستراتيجية قادوا أوطانهم إلى الفتن والتمزق والانهيارات.
وخلص بالقول إلى أن تونس قادرة بعون الله وبعزيمة شعبها وبتضحيات نخبها وبمؤازرة أشقائها المخلصين وبتضامن أصدقائها الحقيقيين على تخطي هذه النكسة وستعود لما كان عليه دائما من سبق في الإبداع الفكري وفي الحكمة السياسية وفي النمو والعدالة والاجتماعية، وستستعيد مسارها الديمقراطي وستصحح تموقعها الجيوستراتيجي المتزن مغاربيا ودوليا.
رابط المشاركة :
شاهد أيضا