الكعداوي: تدوينات خصوم الحزب كشفت عقلية انهزامية وقدمت قراءة سيكولوجية سطحية للمؤتمر

أثار النجاح الباهر والتاريخي للمؤتمر الوطني التاسع بعض الأصوات المعروفة بولائها للكيان الإسرائيلي، والتي انتقدت الحضور الكبير لأعلام فلسطين خلال المؤتمر وشعارات دعم القضية والمقاومة.
وفي هذا الصدد، قال عبد الكريم الكعداوي، الباحث الأكاديمي والناشط السياسي ما يطرحه كاتب تدوينة انتقد حضور فلسطين في مؤتمر “المصباح”، يعكس بوضوح حالة من الارتباك النفسي والانزعاج من نجاح المؤتمر.
وأضاف الكعداوي في تدوينة عبر فيسبوك، ولذلك لجأ المعني إلى قراءة “سيكولوجية” سطحية للشعارات والمشاهد، واعتبر أن الحزب فقد هويته السياسية وتحول إلى “حركة مقاومة” فقط لأنه رفع شعارات داعمة لغزة والمقاومة.
واعتبر الناشط السياسي أن “هذا “التحليل”، الذي لا علاقة له بالتحليل، يكشف عن عقلية انهزامية ترفض الاعتراف بأن التفاعل مع قضايا الأمة الكبرى، وفي مقدمتها فلسطين، هو جزء أصيل من وجدان الشعوب والأحزاب الحية، اللهم إن كان المعني يريد أحزابا مفطومة عن واقعها ومنفصلة عن هموم الشعب”.
وأضاف: “بل إن محاولة السخرية من رمزية المقاومة أو التقليل من شأنها، هو في جوهره تعبير عن عجز في استيعاب اللحظة التاريخية التي تمر بها المنطقة، وعن رغبة في حصر العمل السياسي في قوالب ضيقة لا تزعج التسلط والمتسلطين، ولا تلامس هموم الناس الحقيقية”.
وشدد الكعداوي أن “وصف التفاعل مع غزة بأنه “اغتراب نفسي” أو “جنون” هو في الحقيقة إسقاط نفسي من متحدث لم يعد يرى في السياسة سوى إدارة الممكنات الضيقة، متناسيا أن الشعوب والأحزاب التي فقدت حساسيتها تجاه قضايا الأمة فقدت روحها ودورها. وفي هذا الصدد، يعطي المعني صورة واقعية عن بعض المنتسبين للحقل الأكاديمي حين يفقدون روح الاستقلالية ودور المحلل الموضوعي”.
وتابع، وأما الادعاء بأن غزة وحدها هي ساحة المقاومة، فهو تجاهل فادح، ولا يليق بشخصية “أكاديمية”، لحقيقة أن الاستبداد والتحكم ليسا حكراً على منطقة دون أخرى، بل هما ظاهرتان تتقاطعان في كل بلد تقريباً.
واسترسل، فالمقاومة ليست فقط ضد الاحتلال العسكري، بل أيضاً ضد كل مظاهر الاستبداد والقمع، وضد كل أشكال التحكم في إرادة الشعوب وسلب خيراتها.
ونبه الكعداوي إلى أن “الحقيقة الكبرى، التي لا يغفلها المتابع البسيط، بله المدثر بلبوس “الأكاديمي”، هي أن “المتنكرين الدوليين” الذي يدعمون الكيان الصهيوني، هم أنفسهم من يدعمون الفساد والاستبداد، ويتغاضون عن انتهاك الحقوق والحريات، ولا يرفعون عقيرة شعاراتهم المتهافتة إلا من أجل الابتزاز الرخيص للدول والشعوب، حين تأخذ بزمام استكمال الاستقلال السياسي والاقتصادي. فتمعن”.
واعتبر الباحث الأكاديمي أن ربط المقاومة فقط بغزة هو تقزيم للمعركة الكبرى التي تخوضها الشعوب من أجل الحرية والكرامة في كل مكان. فالمقاومة فعل إنساني وسياسي مستمر ضد كل مظاهر الظلم، سواء كان مصدرها داخليا أو خارجيا. وتجارب المقاومة عبر التاريخ تؤكد أن روح المقاومة واحدة، وأن الشعوب التي تنتصر لقضية فلسطين هي نفسها التي ترفض الظلم والتحكم والاستبداد في أوطانها.
واعتبر الكعداوي أن الخلل ليس في رفع الشعارات الداعمة لغزة، بل في العجز عن فهم أن المقاومة مشروع تحرري جامع، وأن التفاعل مع قضايا الأمة هو جزء من حيوية أي حزب سياسي حي. وأما الاكتفاء بالتحليل النفسي الساخر، فهو انعكاس لمأزق فكري وسياسي لا يليق بمن يدعي الانتماء إلى مدرسة النقد والتحليل.
وخلص إلى أن غزة ليست وحدها في الميدان، بل هي أيقونة مقاومة تلهم كل الأحرار في مواجهة التحكم والاستبداد، أينما ومها كان مصدره

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.