تصحر قيادي.. لماذا لم يفرز حزب “الحمامة” شخصيات سياسية قوية رغم تغوله الحكومي والبرلماني والترابي؟!

تساءل الصحفي عبد الله ترابي عن الأسباب التي أدت إلى فشل حزب التجمع الوطني للأحرار في إفراز شخصيات سياسية قوية قادرة على الدفاع عن أداء الحكومة والحزب رغم توفره على أكبر عدد من الوزراء والبرلمانيين والمنتخبين بالمغرب؟
وربط ترابي في تدوينة نشرها عبر حسابه على فيسبوك الثلاثاء 13 ماي 2025 ذلك بعدد من الأسباب، ومنها هيمنة عزيز أخنوش على حزب “الحمامة”، وتحويله إلى “حزب رئاسي”، واستحواذه على كل القرارات الصغيرة والكبيرة، وقيام علاقته بالأعضاء على أساس الولاء الشخصي والقرب.
وأردف، كما قام أخنوش بإزاحة وتحجيم كل القيادات القديمة والبارونات التقليديين للحزب وجعلهم في خدمة سلطته ومصالحه الشخصية، وعلى المستوى العام، يتابع المتحدث ذاته، ربط شبكات المصالح السياسية والاقتصادية بالمغرب بمصالحه الشخصية.
واسترسل، هيمنة أخنوش هي أيضاً نقطة ضعفه وسر هشاشته السياسية والحزبية، حيث إنه لا يجد من يدافع عنه وقت الأزمات أو ساعة تقديم الحصيلة، لأنه كجنرال يدخل الحرب بمفرده، لديه بلاط وحاشية، لكن ليس له مناضلين ونشطاء قادرين على شرح اختياراته وتوجهاته.
واعتبر ترابي أن حزب “الحمامة” تحت زعامة أخنوش لم يستطع فرز شخصيات مستقلة بذاتها وقادرة على خلق خطاب متماسك وذي مصداقية، كما كان الحال عند الأحزاب التي قادت الحكومة في الربع قرن الأخير (الاتحاد الاشتراكي، الاستقلال، العدالة والتنمية).
واعتبر أن هذا أيضا يفسر الغياب التام للكثير من الوزراء المنتمين للتجمع وعدم قدرتهم على التواصل السياسي، والدفاع حتى عن عملهم في قطاعاتهم، فبالأحرى الحديث في الشأن العام والمسائل السياسية والمجتمعية، كما يفعل الوزراء ذوو التجربة السياسية.
ونبه الصحفي إلى أن طريقة عمل أخنوش وتصوره لدور الحزب وللمنتمين له، مكنته من الفوز بانتخابات 2021، لكنها ألحقت ضرراً كبيراً بالحياة السياسية المغربية وخلقت فراغاً كبيراً يضعف المؤسسات الدستورية للبلاد، وخصوصاً الحكومة والبرلمان.
وزاد، كما جعلت النقاش العام مستحيلا نتيجة فهم عقيم للسياسة وجعلها فقط مسألة تدبير تقني محض لأمور البلاد والعباد، مشددا أن “هذا الفراغ يؤجج الشعور بالإحباط والغضب عند قطاعات كبيرة من المواطنين، خصوصا في وقت الأزمات، ويترك الدولة لوحدها في وجه المطالب الشعبية وتقلباتها”.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.