يايموت يقرأ خلفيات زيارة ترامب للخليج ويؤكد حاجة الأخير لعلاقات جديدة ومتوازنة ومختلفة عن الماضي مع القوى العظمى
أكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية خالد يايموت، أن الزيارة التي يقوم بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للخليج، تأتي في سياق صعب، وفي ظل ظروف دولية دقيقة تخسر فيها الولايات المتحدة الكثير ولا تربح إلا القليل.
وانتقد يايموت في تدوينة نشرها عبر حسابه على فيسبوك التعاطي الإعلامي العربي في جزء منه مع الزيارة، والذي يسوق لرواية كون ترامب هو الفاتح العظيم، مشيرا إلى أن ترامب نفسه هو من وضع الخليج سنة 2019 أمام مأزقه التاريخي الحالي.
واسترسل، والخليج إلى اليوم لا يعرف بعد كيف يعالج مأزق الحماية والتحالفات والشراكات الإستراتيجية العالمية.
وشدد يايموت أن الخليج ليس أمامه إلا خلق علاقات جديدة متوازنة ومختلف كليا عن الماضي مع القوى العظمى في العالم، خاصة الصين وروسيا.
وأوضح، أن السعودية وقطر تمتلكان الكثير من الأوراق في هذه المرحلة الدولية لتخلق انعطافة تاريخية في العلاقات مع أمريكا والصين وروسيا وغيرهما من القوى الصاعدة، منبها إلى أن التركيز على أمريكا أصبح حاليا عبئا وعبثا يهدد استمرار دول الخليج.
وأشار يايموت إلى أن ترامب هو الذي يحمي مجرم الحرب بنيامين نتنياهو وإسرائيل الوحشية، وبالتالي هو مصدر عدم الاستقرار الذي تشهده المنطقة بالمشرق العربي، بل إنه يزكي الجحيم بالسلاح والعتاد والرجال، لتستمر الإبادة الجماعية في غزة.
وذكر الأستاذ الجامعي أن ترامب يريد السيولة وجمع الأموال والاستثمارات لأمريكا، ولا يريد لا شركاء في القرار أو تحالفات إستراتيجية صلبة في مصالح حقيقية متبادلة.
وأشار يايموت إلى أن أمريكا ستشهد عجزا شبه كامل للصرف العام (يشبهه بعض الاقتصاديين بحالة الدخول الأولي في الإفلاس) بعد سنة ونصف من الآن؛ وعليه فجمع الأموال مقدم على تقديم مصالح إستراتيجية لدول وشعوب للمنطقة.
ولذلك، يقول يايموت، المرحلة التاريخية الحالية مرحلة مقاومة، ولا بد للخليج ودوله من الانضمام للمقاومة بمفهومها الواسع في العلاقات الدولية، بشكل يخلق ويحمي المصالح الإستراتيجية لشعوب ودول الخليج العربية.