لم يعد هناك مجال للتمويه أو الاختباء خلف شعارات انتخابية “براقة”، فها هو نزار بركة القيادي بحزب الاستقلال، وعضو الأغلبية الحكومية، يخرج ليُقر ـ على مضض ـ بما كان واضحاً للمغاربة منذ زمن، بأن وعد “مليون منصب شغل” لم يتحقق، ولن يتحقق، رغم كل ما قيل منذ انطلاق هذه الحكومة.
قالها بركة خلال كلمته في الدورة الأخيرة للمجلس الوطني لحزب الاستقلال بعبارة محمّلة بالخذلان: “لا يمكن تحقيق مليون منصب شغل صافي بحلول 2026، ونحن نصر على قول الحقيقة للمغاربة”، لكن السؤال الذي يفرض نفسه هو: لماذا لم ُتقل هذه الحقيقة في البداية؟ ولماذا انتظرت الحكومة إلى أن انكشفت الأوراق وسقطت الأقنعة، لتبدأ في توزيع الاعترافات المتأخرة؟
لقد كان وعد خلق مليون منصب شغل واحداً من أكثر الشعارات التي صنعت بها هذه الحكومة رصيدها السياسي “المزيف”، وجيّشت من خلاله أصواتا ووعودا طموحة لمرحلة “الإقلاع الاقتصادي”، واليوم، وبعد مرور أكثر من نصف الولاية، لم يتحقق إلا 180 ألف منصب شغل، وهي حصيلة ـ رغم إيجابيها الجزئية ـ لا ترتقي إلى حتى عُشر الوعد المليوني.
وفي موضوع ارتفاع الأسعار، اكتفى الوزير بإدانة “الجشع التضخمي” لبعض التجار، وكأن هذه الحكومة تتحدث عن واقع تعيشه في كوكب آخر، لا تمتلك فيه أدوات التدخل، ولا تملك سلطة مراقبة الأسواق، ولا جرأة كبح جماح المضاربين.
ما حدث ليس مجرد تعثر أو ارتباك في التدبير، وإنما فشل سياسي واقتصادي يُفترض أن تُبنى عليه المحاسبة، لا الاكتفاء بخطاب المهادنة والوعود المكررة، فالمغاربة لا يحتاجون اليوم إلى اعترافات متأخرة، بل إلى عمل جاد ومسؤول، وإلى حكومة تقود ولا تبرر، تُنجز ولا تعتذر.
رابط المشاركة :
شاهد أيضا