على هامش تقرير تيمس وتذيل التلاميذ المغاربة في الرياضيات والعلوم ..هل يصلح الهيب هوب تخلف التلاميذ المغاربة في التحصيل

محمد يتيم ( دبلوم الدرسات العليا في علوم التربية ومكون تربوي سابقا )


 

كشف تقرير “تيمس 2023” الذي تصدره الجمعية الدولية لتقييم التحصيل في الرياضيات عن استمرار تذيل التلاميذ المغاربة للترتيب العالمي فيما يخص معدلات التحصيل في الرياضيات والعلوم، سواء تعلق الأمر بتلاميذ السنة الرابعة ابتدائي أو الثانية إعدادي.
وأفاد التقرير أن المغرب من بين آخر ثلاث دول في التصنيف، حيث لم يحسن ترتيبه مقارنة بآخر تقرير والذي يعود لسنة 2019، واستمر تنقيطه دون المعدل الدولي البالغ 500 نقطة.
وعلى الرغم من أن وزارة التربية الوطنية منذ سنوات ما فتئت تؤكد على حرصها على تحسين مستوى التلاميذ، ورفع تقييمهم في “تيميس” إلا أن النتائج تظهر تقهقر مستوى تلاميذ السنة الرابعة ابتدائي، مقابل تحسن طفيف في التنقيط بالنسبة لتلاميذ الثانية إعدادي، دون أن يحدث ذلك أثرا على الترتيب المتدني للمغرب ضمن باقي الدول المشاركة في هذا التقرير والبالغ عددها 64 بلدا إلى جانب 6 أنظمة مرجعية.
ويفيد التقرير حصول تلاميذ السنة الثانية إعدادي على 327 نقطة في العلوم، ليحتلوا المركز ما قبل الأخير، وخلفهم دولة ساحل العاج فقط، وهي أقل نقطة يحصدها تلاميذ المغرب منذ ربع قرن في العلوم. في حين احتل تلاميذ سنغافورة المرتبة الأولى بـ606 نقط.
وفيما يتعلق بنتائج الرياضيات، تقهقر مستوى تلاميذ السنة الثانية إعدادي، ليحصلوا على نقطة 378، وهي نقطة أقل مما حصلوا عليه في دورتي 2019 و2015، ليحتل بذلك تلاميذ المغرب الرتبة ما قبل الأخيرة أيضا.
وبخصوص تلاميذ السنة الرابعة ابتدائي، فقد حصلوا على نقاط أفضل من الدورات السابقة، سواء في الرياضيات أو في العلوم، إلا أن ترتيبهم بين الدول عرف تراجعا بالمقارنة مع السابق.
وفي الرياضيات حصل تلاميذ الرابعة ابتدائي على 393 نقطة، ليس خلفهم سوى زملاؤهم من دولتي الكويت وجنوب إفريقيا، وفي العلوم حصلوا على 390 نقطة، خلفهم تلاميذ نفس الدولتين.
الوزارة مهتمة بتحسين مستوى التلاميذ في رقصات الهيب هوب
غير أن الوزارة على ما يبدو مهتمة أكثر بتحسين مستوى التلاميذ في رقصات “الهيب هوب” و”البريكينغ ، وهو ما كشفت عنه مذكرة وزارية صادرة عن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بتاريخ 15 ماي 2025 تحت رقم 25/356، حيث أعلنت عن تنظيم دورة تكوينية لفائدة أساتذة التربية البدنية والرياضية في مجال تدريس رقصات “الهيب هوب” و”البريكينغ”.
وتضمنت مذكرة، موقعة من مدير الارتقاء بالرياضة المدرسية، دعوة موجهة إلى مديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين من أجل اقتراح إطارين تربويين (مفتش أو أستاذ) في كل جهة، من النشيطين في الرياضة المدرسية والمتحمسين لهذا النوع من الأنشطة الفنية، للمشاركة في الدورة التكوينية التي ستؤطر من طرف خبير دولي وذلك من أجل “هبهبة” المدرسة المغربية، حتى يتسنى لهم تقاسم المعارف المكتسبة مع باقي الأساتذة على المستويين الجهوي والإقليمي، في خطوة وصفتها الوزارة زورا وبهتانا بأنها تأتي في إطار التوجه الاستراتيجي نحو تنويع الأنشطة الرياضية ودعم قدرات الأطر التربوية في مختلف الأصناف الرياضية.
وأثارت المذكرة استياء واسعا لدى نساء ورجال التعليم واعتبر كثير منهم أن هذا المسعى يعتبر “تغريبا ثقافيا” يمس بالقيم والهوية الوطنية وخضوعا غير مبرر لثقافات وافدة لا تنسجم مع المرجعية التربوية المغربية، مع دعوة الوزارة إلى التركيز على الأنشطة التي تعزز الانتماء الوطني وتحافظ على الأصالة الثقافية بدل “استيراد أنماط سلوكية وفنية غريبة”، وفق تعبيرهم، وأن الأولى صرف الجهد لمعالجة الإشكالات البنيوية التي تواجه المنظومة التعليمية، من باب : ” أش خاصك العريان ـ خاصني خاتم أمولاي ”
وبغض النظر عن مدى إقحام هذا النوع من التعبير ” الرياضي الفني “، وبمنطق الأولويات، ألم يكن من الأولى أن تتداعي الوزارة ومصالحها المركرية والمجالية للقضايا البنيوية وعلى رأسها تراجع المغرب في التصنيف الدولي للتحصيل، أم لعباقرة الوزارة تصور أخر يجعل ” هبهبة ” المدرسة المغربية طريقا إلى تحسين جودة التعليم وتحسين تصنيف المدرسة المغربية في مؤشر معدلات التحصيل في الرياضيات والعلوم .
ولو تطوع باحثون تربويون مختصون في التحصيل في مواد أخرى لانكشفت حقائق أخرى، وكان لأصحاب القرار في المدرسة المغربية خيار آخر غير :” هبهية ” المدرسة المغربية. فكيف وقد تفتقت ” عبقرية ” بعض المسؤولين على أن هبهبة المدرسة هو الطريق لتدارك ما تعانيه من واقع متردي ومن
وكما يقول الشاعر العربي : ”
إذا كان رَبُّ البيتِ بالدف ضارباً فشيمةُ أهلِ البيت كلِّهِمُ الرَّقصُ

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.