الفتحاوي: مذكرة “الهيب هوب” انفصال عن واقع المدرسة المغربية ولا تستند لأي دراسة تربوية أو تشخيص بيداغوجي دقيق

أكدت نعيمة الفتحاوي، عضو المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، أن مذكرة وزارة التربية الوطنية بشأن “الهيب هوب” أعادت إلى الأذهان مذكرة سابقة متعلقة بممارسة رياضة الغولف، معتبرة أن هذه المراسلات تعكس انفصالا وبعدا عن واقع المدرسة المغربية.
وأوضحت الفتحاوي في سؤال شفوي لوزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، أن “الهيب هوب” ليس مجرد رقصة، بل هو شكل من أشكال الاحتجاج الجسدي، نشأ في بيئة سوسيو-ثقافية، مغايرة تمامًا، كرد فعل على العنصرية والتهميش، مشددة أن نقله إلى المدرسة المغربية، دون تكييف تربوي أو فهم عميق لمتطلباته الرمزية، ليس إلا نوعًا من الاستيراد الأعمى لفلكلور دخيل لا صلة له بالواقع النفسي والثقافي والاجتماعي للتلميذ المغربي.
وشددت أن 77 بالمائة من المتمدرسين في التعليم الابتدائي- حسب معطيات الوزارة- لا يجيدون قراءة نص باللغة العربية مكون من 80 كلمة، و70 بالمائة لا يستطيعون قراءة نص باللغة الفرنسية مكون من 15 كلمة، و87 بالمائة من تلاميذ المستوى الخامس ابتدائي لا يستطيعون إنجاز عملية قسمة بسيطة، ونسبة هدر مدرسي في صفوف تلاميذ التعليم الأولي تصل إلى 23 بالمائة، ونسبة الهدر في التعليم الإعدادي تصل إلى 53 بالمائة، وفي التعليم الثانوي 24 بالمائة.
وعليه، تساءلت النائبة البرلمانية عن الإطار والسياق الذي أطر هذه المذكرة، وعلاقتها بالتوجه الاستراتيجي للوزارة، وكذا المعايير الثقافية والبيداغوجية التي تؤطرها، وهل تعكس فعلًا رؤية إستراتيجية عميقة، أم مجرد استجابة استعراضية لموجات ثقافية عابرة، لا تستند إلى دراسة تربوية أو تشخيص بيداغوجي دقيق. تأتي تساؤلات الفتحاوي في ظل استعداد وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة لتنظيم دورة تكوينية خاصة بتدريس “الهيب هوب” و”البركينغ” تهدف إلى إعداد مكونين جهويين في هاتين الرقصتين.
حيث أهابت الوزارة في مذكرة صادرة يوم 15 ماي 2025، وقعها مدير مديرية الارتقاء بالرياضة المدرسية، موجهة إلى مديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، طالبة اقتراح إطارين، مفتش ومدّرس للمادة، للاستفادة من هذه الدورة، على أساس تقاسم التكوين مع الأساتذة على الصعيدين الإقليمي والجهوي.
وجاء في المذكرة أن الدورة تأتي انسجاما مع التوجه الاستراتيجي لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة الرامي إلى دعم قدرات أساتذة التربية البدنية والرياضية في مختلف الأنواع الرياضية.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.