قال يونس مسكين، رئيس تحرير جريدة “صوت المغرب” الإلكترونية، إنه بعد إعادة استماعه إلى تسجيل المقطع الذي تحدث فيه الأستاذ عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية بشأن مشاركة الاحتلال في مناورات الأسد الإفريقي، إنه ابن كيران لم يشر من قريب أو بعيد للقوات المسلحة الملكية أو انتقدها أو خاطب عناصرها.
وأضاف مسكين في افتتاحية جريدته، الأربعاء، “أي أننا أمام مواطن يمارس حقه الدستوري في التعبير وممارسة السياسة، يخاطب دولته باحترام، منتقدا جانبا من جوانب سلوكها، ويدعوها إلي تغييره”، متسائلا: “منذ متى صار انتقاد قرار سياسي أو المشاركة في مناورة عسكرية شأنا من شؤون المسّ بالمقدسات أو التحريض على المؤسسات؟”.
واعتبر الكاتب أن “ما قاله ابن كيران في اجتماع حزبه يوم 31 ماي، لا يخرج عن حدود التعبير السياسي المعارض، ولا يحمل في طيّاته ما يمكن تأويله باعتباره مسّا بالمؤسسة العسكرية أو تحريضاً عليها”.
وزاد: “فالرجل عبّر عن موقفه الرافض لمشاركة جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي في مناورات “الأسد الإفريقي”، وهو موقف يتقاسمه العديد من المغاربة، ويتقاطع مع انتقادات دولية وإسرائيلية ذاتها لما يرتكبه هذا الجيش من مجازر وجرائم حرب موثقة”.
واستدرك، “لكن الحملة التي انطلقت فور نشر الكلمة، والتهم التي صيغت بكثير من المكر، تنبئ بأن المشكلة ليست في مضمون ما قيل، بل في من قاله، وفي رمزية الموقع الذي يصدر عنه”.
واعتبر مسكين أن “ابن كيران لم يعد فقط زعيما سياسيا لحزب معارض، بل أصبح هدفا دائما لكل من يريد شد الانتباه عبر تخوين الآخرين”.
واسترسل: “المفارقة أن بعض الذين يدينون ابن كيران اليوم، لا يفعلون ذلك انطلاقا من حرص على احترام مؤسسات الدولة، بل بدافع تصفية حسابات معروفة، وبلغة تُسيء أكثر مما تدافع، لأنها توظف الجيش والمؤسسات الحساسة أدوات في مواجهة خصوم سياسيين”.
وأردف: “الأخطر من ذلك، أن هذه الهجمات تعكس تصوراً قروسطيا للعلاقة بين الحاكم والمحكوم، وبين الدولة والمجتمع، حيث كل رأي مخالف يُعتبر شغبا، وكل ملاحظة تُؤوَّل كخيانة، وكل معارضة تُختزل في نوايا مبيّتة”.
وشدد مسكين أن “حرية التعبير ليست امتيازا تمنحه الدولة لمن تشاء، بل هي حق دستوري وإنساني. وهي خط الدفاع الأخير عن كرامة المجتمع وعقلانيته. أما تحويل الرأي إلى جريمة، والرأي المخالف إلى مؤامرة، فلا يفضي إلا إلى تعميم الخوف، وإلى مجتمع يخرس فيه الجميع، ثم ينهار تحت وطأة الصمت”.
وأضاف: “لقد أخطأ من ظن أن انتقاد مشاركة جنود إسرائيليين في مناورة عسكرية على أرض المغرب هو اعتداء على الجيش المغربي. فجيشنا ليس جيشا من ورق، ولا يحتاج إلى حماة افتراضيين يزايدون باسمه. هو جيش دولة عريقة، له من الهيبة والتاريخ ما يجعله فوق كل استغلال سياسوي”.
وخلص إلى أن “الذين يريدون إسكات أي صوت معارض، لا يدافعون عن المؤسسات، بل يقوّضونها من حيث لا يعلمون. لأن أقوى مؤسسة في أي دولة، هي تلك التي تصمد أمام النقد، وتتسع لمنطق الاختلاف”.
رابط المشاركة :
شاهد أيضا