محمود أمري، عضو المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية
لا حديث يشغل بال المواطن البسيط سوى موجة الغلاء التي أصابته مع هذه الحكومة المتوحشة، والتي لا يهمها سوى مصالح بعض أفرادها، مما جعلنا أمام أسوء نسخة حكومية عرفتها الحياة السياسية ببلادنا منذ سنة 1962 أو ما بعد استقلال المغرب.
إذ أن بلادنا تعرضت لأزمات كبرى كالجفاف، وحرب الصحراء، وتداعيات التقويم الهيكلي، والأزمة المالية التي تلته، والإضرابات العمالية لسنتي 1981 و1991، والأحداث الإرهابية لسنة 2003، وأحداث الربيع العربي لعام 2011، وتداعيات أزمة كورونا وغيرها من الأزمات، غير أن كل ذلك لم يفت من عضد كل الحكومات المتعاقبة، والتي حاولت قدر الإمكان أن تحافظ على القدرة الشرائية للمواطن، وتتحكم في مستوى المديونية والتضخم، فلم يسبق أن تضاعفت أسعار المواد الغدائية إلى مستويات لا يمكن تحملها كما هو واقع الحال اليوم.
لقد عانى المواطن مع هذه الحكومة وتعرض لأبشع أنواع الاستغلال، ونهبت خيراته واستحوذ على مقدراته البحرية والفلاحية والتجارية والصناعية، ولم يعد أمامه إلا الاستسلام لهذا اللوبي الجشع والذي لا يهمه إلا مصالحه الشخصية، إذ أنه ليس من الشعب ولا يفكر بمنطقه.
آخر مصائب هذه الحكومة هو حرمان المغاربة من شعيرة العيد بسبب جشعها وفسادها، فلا يعقل أن تصرف ملايير الدراهم لحماية القطيع الوطني دون أثر يذكر، ولولا تدخل صاحب الجلالة نصره الله، والذي أهاب بالمواطنين إلى إلغاء شعيرة العيد لهذه السنة سيرا على نهج أسلافه في التدخل أوقات الأزمات لكنا أمام أزمة مركبة، سواء من حيث ارتفاع أثمنة الأضاحي إلى مستويات خيالية، أو القضاء على ما تبقى من القطيع الوطني، والذي بسببه قد نحرم من أكل اللحوم مستقبلا، وقد يتحول أكلها مستقبلا إلى نخبة محدودة من أبناء هذا الوطن.
أمام كل هذا هناك صمت رهيب عم الساحة السياسية الوطنية، فلا أحد تحدث ولا أحد استنكر ما عدا بعض الأصوات المعدودة، ومنها الأستاذ عبد الإله ابن كيران، ذلك الرجل الذي تكاد لا تجد له مثيلا على مستوى الجرأة والمرافعة السياسية والمنافحة عن الطبقات الشعبية، ومواجهة لوبيات الفساد لما يزيد على عقدين من الزمن، سواء من موقع رئاسته للحكومة أو قيادته لحزب العدالة والتنمية.
لقد شكل الرجل استثناء بكل المقاييس، بمواقفه القوية والواضحة في قضايا بلده وأمته، ناصحا وموجها وداعيا ومنافحا عن مصالح المغرب، مما جعله يصنع الحدث حيثما حل أو ارتحل، يقود النقاش السياسي بأسلوب بسيط ومقبول، تفهمه كل فئات المجتمع المغربي، في مقابل ذلك، نجد بعض ممتهني الصحافة والمتسلقين، من الذين لا هم لهم ولا نضال إلا فيما يعبر عنه ابن كيران من أفكار، تارة بالتأويل وتارة بالشيطنة أو محاولة الوقيعة بينه وبين مؤسسات الدولة، ومنهم أصحاب غرفة الفار.
فلا حديث لأصحاب غرفة الفار والتي لا يتجاوز تفكيرها فعلا حجم الفأر وعقولهم أكاد أجزم أنها لا تتجاوز عقول أضعف الأجراء عند أسيادهم، إلا ابن كيران، وكأن غرفتهم تحولت من مناقشة الأفكار إلى مناقشة الأشخاص، وتلك مصيبة أصيبت بها بلادنا مع هؤلاء وأمثالهم، والأسوأ من ذلك أن يتحول شغل هؤلاء إلى فعل الوشاية والوقيعة والنميمة واستعداء المؤسسات، وتأليب الرأي العام على الأشخاص والمؤسسات، لكن هيهات أن ينجحوا في مسعاهم.
إن تعامل الأستاذ ابن كيران وحزب العدالة والتنمية مع المؤسسات منذ عقود لم يكن مع منطق الصراع، كما أن موقفه من المؤسسة الملكية ومن إمارة المؤمنين معروف لدى العام والخاص، وتجربته تجربة مغربية خالصة، وولاؤه للمؤسسات لا يشكك فيه أحد. ولذلك نقول لأعضاء غرفة الفار أفضل لكم أن تشتغلوا على قضايا الوطن أما أفعال “التبركيك والوقيعة” فلن توصلكم إلى شيء، وإمارة المؤمنين تعرف حزب العدالة والتنمية وأمينه العام أكثر منكم، وتعاملت معه لسنوات من مواقع مختلفة وأستأمنته على مصالح المغاربة وتعرف صدقه، أما أنتم فربما تحنون إلى ماضي بعضكم الظلامي الذي لن ينفعكم في شيء، وأما المؤسسة العسكرية فهي منشغلة بما هو أهم، وانتصاراتها المتوالية منذ تأمين معبر الكركرات واضحة للعيان ولن يشغلها “ضجيجكم” ولا “زعيقكم” فهي تعرف أدوارها بحق وقائدها الأعلى حفظه الله يقودها بثبات لحماية الوطن والمواطنين، فلا تدخلوها رجاء في موضوع لا دخل لها فيه.
أقول أخيرا لثلاثي غرفة الفار إنكم مصابون بفوبيا اسمها “ابن كيران”، ولذلك فإن علاجكم منها لن يكون إلا بتدخل خارجي، أما أنتم كأفراد لا يمكنكم أن تتجاوزوا المخاوف التي تشعرون بها بشكل ذاتي، رغم إدراككم بأنها مخاوف غير حقيقية أو منطقية، على ذلك يجب أن يكون علاجكم منها بتدخل خارجي ينتشلكم ويعيدكم إلى الوطن الأم، وذلك بسبب تواجدكم في بيئة غير مستقلة، محاطون بعلاقات مصلحية ومهنية سامة، وذات أجندة خارجية تثير حفيظتكم للشعور بالخوف والقلق، وهذا ما يسبب بدوره إصابتكم بـ “فوبيا ابن كيران” وعودته القوية للمشهد السياسي الوطني.