الذين تتبعوا الندوة الصحفية للناطق الرسمي باسم الحكومة أمس الخميس عقب انعقاد المجلس الحكومي، سيخرجون باستنتاج واحد، أن هذه الندوة لا تصلح لأي شيء، وأن وظيفة الناطق الرسمي يتم تعطيلها بشكل مقصود وبسبق الإصرار والترصد كل أسبوع، ما دامت أغلب أسئلة الصحفيين بدون جواب، والبقية من تلك الأسئلة يكون نصيبها وافرا من لغة الخشب التي لا تقول شيئا ولا تفيد في شيء.
الناطق الرسمي تهرب كعادته من الجواب عن سؤال شغل المغاربة طيلة هذا الأسبوع يتعلق بخير توقيف والي جهة مراكش ووالي جهة فاس مكناس، على إثر إقدامهما على ذبح أضحية العيد، وكذلك فعل بالنسبة لسؤال الاختراقات السيبرانية المتكررة، هذا التهرب يفيد أن هذه الحكومة مصرة على تعطيل الدستور فيما يتعلق بالحق في الوصول إلى المعلومة، ويفيد أيضا أن هذه الحكومة مصرة على اقتراف سياسة صم الأذان وعدم الاكتراث بما يقوله الناس أو بما يشغلهم، وكأنها تقول لهم بلسان الحال، أنها غير ملزمة بالفصل 27 من الدستور الذي دستر الحق في الحصول على المعلومة، وضَمِن للمواطنين حق الحصول على المعلومات الموجودة في حوزة الإدارة العمومية، والمؤسسات المنتخبة، والهيئات المكلفة بمهام المرفق العام.
هذا الاستخفاف بحق دستوري واضح لا غبار عليه، هو امتداد لسياسة تواصلية تعتمد الاستعلاء على المواطنين، وتعكس سلوكا سياسيا فجاًّ، يتأسس على اعتقاد خاطئ إن لم نقل على وهم قاتل، يتعلق بكون هذه النخب التي أوصلها تسونامي انتخابات 2021، ترى نفسها قدراُ لا مفر للمغاربة منه، وأنهم بزواجهم ” الباطل” بين المال والسلطة، يلوذون بركن شديد، وأنهم ليسوا في حاجة للتواصل مع المواطنين، وأن لا أحد يمكن أن يلزمهم بتفعيل الفصل 27 من الدستور وتمكين المواطنين من المعلومة.
إنه استقواء بالسلطة وبالمواقع على حق من الحقوق الأساسية للمواطنين، ويعكس نزوع الهيمنة والتحكم الذي تشتغل به هذه الحكومة، وتمارسه داخل المؤسسة التشريعية وفي مجالس الجماعات الترابية، وتدبر به القطاعات الحكومية، فهي مادامت مسنودة بأغلبيتها المريحة ومحمية بـــ “الرأسمال” الذي تخدمه بتفان، فإنها تعتقد أن لا سلطان ولا رقابة لأحد عليها.
وإذا كان الأمر كذلك، فإن سؤال جدوى الندوة الصحفية للناطق الرسمي عقب انعقاد مجالس الحكومة، يطرح نفسه بإلحاح وبقوة، فما الفائدة من ندوة لا تقول شيئا ولا تجيب على الأسئلة المطروحة والتي تعكس اهتمامات وانشغالات المواطنين؟؟.
ما الفائدة من لوك لغة الخشب وإعادة قراءة بلاغ رتيب لاجتماعات لم تعد تغري أحدا بالمتابعة، حتى أن أغلب الصحفيين لم يعودوا يتابعون ندوات الناطق الرسمي باسم الحكومة؟
إنها أسئلة مشروعة فرضها واقع الحال وبتعبير أدق فرضها سوء الحال.. ومن المؤكد أنها ستبقى بلا جواب ولا تفاعل.. فالقوم مزهوون بوضعهم المريح ومنتشون بأحلامهم بقيادة ما أسموه “حكومة المونديال” .. لكننا متأكدون أنهم سيفيقون من أحلامهم لكن حين يصلون “الحائط”.
رابط المشاركة :
شاهد أيضا