هذه رسائل المؤتمر الجهوي السابع لحزب “المصباح” بجهة كلميم وادنون

عبد النبي اعنيكر


احتضن المقر الجهوي لحزب العدالة والتنمية بمدينة كلميم، يوم الأحد 15 يونيو 2025، فعاليات المؤتمر الجهوي السابع للحزب، تحت شعار: “النضال من أجل مصداقية الخيار الديمقراطي وكرامة المواطن”، برئاسة إدريس الأزمي الإدريسي، النائب الأول للأمين العام للحزب، حيث عرف المؤتمر مشاركة وازنة لقيادات ومناضلي الحزب، من منتدبي مختلف أقاليم جهة كلميم وادنون، وسط أجواء حماسية تعكس حيوية التنظيم ورغبته في تجديد العهد مع مبادئه ومنطلقاته.

رسائل سياسية واضحة في مواجهة التحديات
تميزت أشغال المؤتمر بنقاشات مسؤولة، تم خلالها التأكيد على ضرورة التصدي لانحرافات المشهد السياسي الحالي، وعلى رأسها تضارب المصالح، واستغلال الصفقات العمومية لخدمة المصالح الخاصة، وهي ممارسات اعتبرها المشاركون سببًا مباشرًا في تآكل ثقة المواطن في المؤسسات.
وفي هذا السياق، وجه الأزمي الإدريسي دعوة قوية إلى تصحيح المسار السياسي، من خلال إرساء ديمقراطية حقيقية قوامها أحزاب مسؤولة تؤمن بالعمل الجاد والمحاسبة، لا “مقاولات انتخابية” تسعى فقط وراء المواقع والمنافع.

نهج راشد من أجل مستقبل سياسي موثوق
أكدت مداخلات أعضاء المؤتمر على تمسك العدالة والتنمية بخيار الإصلاح من داخل المؤسسات، عبر نهج سياسي راشد، يجعل من خدمة المواطن مركز العملية السياسية.
كما شدد المشاركون على أن الحزب يراهن على إعادة التوازن إلى المشهد السياسي، بتصحيح العلاقة بين المواطن والسياسي، وتغليب الصالح العام على المصالح الذاتية، مع تعزيز الشفافية والنزاهة في تدبير الشأن العام.

في مواجهة الدكاكين السياسية والمال الانتخابي
وجّه المؤتمر نقدًا لاذعًا لما سماه “الدكاكين الانتخابية” التي لا تمتلك مشاريع سياسية حقيقية، بل تشتغل بمنطق المقاولة والربح السريع.
وأكد أن هذه الكيانات تسيء إلى الممارسة الديمقراطية، وتشكل تهديدًا لمسار بناء الثقة بين المواطن والمؤسسات، داعيًا إلى وعي شعبي يرفض شراء الذمم، ويطالب بسياسات ذات مضمون تنموي واضح.

إشادة بأداء نائبة تنوب عن الجهة بصوت وضمير
لم تغب الإشادة بالأداء البرلماني المتميز للباتول أبلاضي، عضو المجموعة النيابية للحزب بمجلس النواب، حيث نوه المؤتمر بحضورها الفعال والدائم في القضايا التي تهم جهة كلميم وادنون، وحرصها على نقل انشغالات المواطنين تحت قبة البرلمان.
وقد اعتبر المتدخلون أن مواقفها الجريئة وحرصها على ربط السياسة بمطالب الناس الحقيقية يعكسان روح النضال التي يتمسك بها الحزب في الدفاع عن العدالة الاجتماعية والتنمية المتوازنة.

التزام راسخ بالقضايا الوطنية والقومية
لم تغب القضايا القومية الكبرى عن أشغال المؤتمر، حيث جدد حزب العدالة والتنمية تضامنه الكامل مع الشعب الفلسطيني، ورفضه القاطع لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني.
كما عبر عن استنكاري للعدوان الصهيوني على الدولة الإيرانية، مؤكدًا أن العدالة والتنمية سيظل صوتًا داعمًا لكل الشعوب المقاومة والمناهضة للاحتلال، وفاعلًا سياسيًا يعلي القيم الإنسانية والكرامة.

أولويات تنموية لجهة كلميم وادنون
اختتم المؤتمر برسائل واضحة تخص الحاجيات التنموية الملحة لجهة كلميم وادنون، حيث دعا الحزب إلى بلورة سياسات عمومية تستجيب لتطلعات الساكنة، خصوصًا في ما يتعلق بفرص الشغل، وتحسين البنية التحتية، وتجويد الخدمات الصحية والتعليمية.
واعتبر أن المدخل الحقيقي لتحقيق هذه الأهداف هو حكامة رشيدة تضع مصلحة المواطن في صلب القرار العمومي.

استمرارية في الخط والرهان على الإصلاح
يأتي هذا المؤتمر الجهوي في سياق وطني وإقليمي متوتر، إلا أن حزب العدالة والتنمية يصرّ على مواصلة التزامه بخط الإصلاح، مؤمنًا بأن الحل يكمن في إعادة الاعتبار للعمل السياسي الجاد، وترسيخ قيم المساءلة والشفافية، في مواجهة تغول المصالح الخاصة وهيمنة المال على صناديق الاقتراع.

حزب حاضر بمواقفه ومبادئه في زمن الانحرافات
بهذه الدينامية التنظيمية والآلية التواصلية، يؤكد العدالة والتنمية بكلميم أنه حاضر بقوة في الساحة السياسية، لا من موقع المعارضة فقط، بل من منطلق المساهمة في حماية الخيار الديمقراطي والدفاع عن كرامة المواطن في زمن المزايدات والانحرافات، مستندًا إلى رصيد نضالي ممتد، وقاعدة جماهيرية واعية، وقيادات تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.