في بيانه الختامي.. المؤتمر الجهوي لـ “مصباح” كلميم وادنون ينتقد ضعف الحكومة واستشراء الفساد وتضارب المصالح
أكد المؤتمر الجهوي السابع لحزب العدالة والتنمية بجهة كلميم وادنون، المنعقد نهاية الأسبوع الأخير بكلميم، تصاعد منسوب التذمر الشعبي من الأداء الضعيف للحكومة الحالية والجماعات الترابية عامة، وإخفاق أغلبيتها في الوفاء بالتزاماتها وتعهداتها الاقتصادية والاجتماعية.
وسجل المؤتمر في بلاغ توصل به pjd.ma “استشراء مظاهر الفساد والتمكين له، والعبث بالمال العام وتفاقم تضارب المصالح واستغلال النفوذ، وما ترتب عن ذلك من غلاء المعيشة و ضرب للقدرة الشرائية للمواطنين وتفقيرهم، نتيجة التمكين لكائنات سياسية وحزبية ارتبط وصولها إلى مواقع المسؤولية بشراء الذمم وبأدوات غير قانونية تطعن في نزاهة العملية الانتخابية ومصداقية الخيار الديمقراطي”.
وبالتالي، يردف المصدر ذاته “لم تكن لتفرز سوى متتالية من الإخفاقات على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، ما يزال الموطن يؤدي كلفتها من قوته اليومي ومكتسباته الحقوقية”.
وبعد التذكير بأن جهة كلميم واد نون وبعد تجاوزها لحالة البلوكاج السياسي الذي عاشته في المرحلة السابقة، يقول البلاغ، إلا أنها ما زالت تعيش للأسف ركودا تنمويا، تعكسه أعداد العاطلين من شباب الجهة الذين اضطرهم الفقر والبطالة، نتيجة غياب مشاريع لتشجيع الاستثمار المنتج لفرص الشغل وحالة التعثر غير المبرر التي تشهدها أبرز المشاريع الحيوية والمهيكلة اقتصاديا واجتماعيا بالجهة.
واسترسل، وما رافق ذلك من هدر للزمن التنموي ولمقدرات الجهة في برامج “فقيرة تنمويا” يبذر فيها المال العام على صفقات “مفصلة على المقاس” لا تستجيب لحاجيات الساكنة ولا تراعي أولويات الجهة، بقدر ما تخدم مصالح أطراف ولوبيات اعتادت أن تقتات على المال العام، مستغلة في ذلك وجود طبقة سياسية نفعية، تتسم بالضعف، مصداقية وأداء وفاقدة لاستقلالية القرار، تتصدر واجهة تدبير الشأن العام، في إطار هندسة مفضوحة للخريطة الانتخابية في اقتراع 8 شتنبر 2021.
في جانب آخر، استنكر المؤتمر “التضييق على العمل السياسي والمدني الهادف، عبر حرمان عدد من الفعاليات السياسية والمدنية من استغلال القاعات العمومية، وعدم التقيد باحترام مسطرة تسليم وصولات إيداع الإخطارات بتنظيم الأنشطة التأطيرية الموجهة لعموم المواطنين، الأمر الذي يعكس نزوعا نحو إعادة إنتاج ممارسات سلطوية بائدة ومنافية للتشريعات الوطنية، ومخالفة لمقتضيات الدستور بخصوص الديمقراطية التمثيلية وأدوار الأحزاب وكذا الديمقراطية التشاركية”.
ودعا رئاسة مجلس جهة كلميم وادنون وشركاءها إلى مضاعفة الجهود قصد تسريع إنجاز المشاريع المتعثرة (المركز الاستشفائي الجامعي ومدينة المهن والكفاءات و كلية الطب والصيدلة ومشروع الجامعة متكاملة المؤسسات والكليات بالجهة…) موضوع اتفاقيات عقد برنامج التنمية المندمجة (2016-2021) الذي وقع أمام أنظار صاحب الجلالة بمدينة العيون بمناسبة الذكرى الأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة والاتفاقيات ذات الصلة ببرنامج التنمية الجهوية (2021-2023).
وطالب البيان الختماي مجلس الجهة باتخاذ مبادرات وبرامج تنموية تنسجم مع الأولويات الملحة للساكنة، وتعالج معضلات البطالة والفقر والهشاشة، و تنعش الدورة الاقتصادية، وتحفز الاستثمار المنتج للشغل والثروة بجهة كلميم وادنون، لما لذلك من انعكاسات إيجابية تعزز جاذبية الجهة وتحسن المستوى المعيشي للساكنة.
كما طالب “مصالح وزارة الفلاحة بأقاليم الجهة بضرورة الإسراع في تنزيل برنامج شامل لغرس شجرة الصبار المقاوم للحشرة القرمزية وتوجيه دعم خاص لساكنة العالم القروي التي تضررت بفعل هلاك حقول الصبار التي كانت المورد الوحيد لعيش هذه الساكنة”.
ودعا المؤتمر “الجهات المسؤولة عن تنزيل برنامج تأهيل قطيع الماشية بضرورة التقيد بالتوجيهات الملكية في هذا الشأن، واعتماد الشفافية والنزاهة في الاستفادة من الدعم وتجنب الزبوينة والحزبية، وتوجيه الدعم للكسابة ومربو الماشية الصغار والمتوسطين”.
ونبه البلاغ إلى “تراجع صبيب المياه الموجهة للسقي في واحات إقليم كلميم، ويدعو المؤتمر الجهوي السلطات الولائية ووكالة الحوض المائي إلى إعادة النظر في القرارات التي تمنع حفر آبار جديدة وتعميق الآبار الموجهة لسقي الأشجار المثمرة والزراعات المعيشية بواحات إقليم كلميم التي أصبحت تعاني من ندرة المياه في ظل توالي سنوات الجفاف”.
وعلى مستوى قضيتنا الوطنية الأولى، أشاد المؤتمر الجهوي بالمكاسب الدبلوماسية والتنموية المعتبرة التي حققتها بلادنا في ملف وحدتنا الترابية بقيادة جلالة الملك، منوها بالمواقف الإيجابية المتتالية للعديد من الدول من مختلف القارات الداعمة لمقترح الحكم الذاتي في ظل السيادة المغربية والاعتراف بمغربية الصحراء.
وعلى مستوى العدوان الصهيوني النازي على فلسطين عامة وغزة خاصة، عبر المؤتمر عن تنديده باستمرار جرائم حرب الإبادة الجماعية والحصار والتجويع والتطهير العرقي ومحاولات التهجير التي يرتكبها الكيان الصهيوني الإرهابي في حق المدنيين العزل في حق أهل غزة الأبية، في ظل الدعم الأمريكي والغربي والعجز العربي والإسلامي عن إغاثة الشعب الفلسطيني الشقيق.
ودعا إلى التدخل العاجل لوقف العدوان الهمجي الذي يتعرض له الفلسطينيون منذ ما يزيد عن 20 شهرا، منوها في هذا السياق بالصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني الذي تصنع مقاومته الملاحم ضد آلة الإجرام الصهيونية التي عاثت وعربدت في المنطقة برمتها.