اختراع يوسف العزوزي شاهد… الصمدي يدعو لفتح المجال باب الوقف والإحسان لتمويل الجامعات ومراكز البحث العلمي

قال خالد الصمدي، كاتب الدولة السابق المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، إن ما ورد في الشريط الصادر عن العالم والمخترع المغربي والعالمي الدكتور يوسف العزوزي كان لافتا، والذي خصصه للتعريف باختراعه الجديد لجهاز تصفية الدم في العروق.
وأضاف، هذا الاختراع الذي سينقذ بفضل الله ملايين البشر، والمسجل بالولايات المتحدة الأمريكية، كلف اعتمادات مالية قدرها 250 ألف دولار وهو ما يعادل 250 مليون سنتم مغربي، وكلها كانت وقفا من تمويل محسنين مؤمنين بقوله تعالى “ومن أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا”.
واسترسل الصمدي في تدوينة عبر فيسبوك، مما يعيد إلى الواجهة النقاش حول وظيفة الأوقاف في التاريخ والحضارة الإسلامية، وكيف أسهمت في بناء الجامعات ومراكز البحث العلمي، ومولت الطلبة الباحثين وتكلفت بالعلماء المتفرغين للعلم والتعليم والبحث العلمي، فأسهمت تمويلات المحسنين بذلك في النهضة العلمية التي شهدها العالم الإسلامي.
وأردف المسؤول الحكومي السابق، وهذا ما يدعونا إلى إعادة النظر في فلسفة الأوقاف ومقاصدها ومجالاتها، وفتح المجال أمام الجامعات ومراكز البحث العلمي في المغرب ليكون الوقف والإحسان العمومي أحد مصادر تمويلها، مع إرساء آليات للتدبير والحكامة المالية، تمكن من التعامل المباشر مع تبرعات المحسنين الذين يوفرون منحا للطلبة الباحثين في سلك الدكتوراه ويمولون مختبرات البحث العلمي في الجامعات.
وأشار الصمدي إلى أن معظم الجامعات في الغرب تستفيد من تمويل المحسنين لتمويل التكوين والبحث العلمي، ويستفيدون في المقابل من إعفاءات ضريبية، وكل ذلك محاط بضمانات وإجراءات قانونية صارمة.
وذكر الصمدي أن هذا الإجراء كان معمولا به في جامعاتنا العريقة كالقرويين والقيروان والأزهر والزيتونة وقرطبة، حيث كان المحسنون يحتضنون عددا من الطلبة طيلة مسارك الدراسي، فيتكلفون بملابسهم ومشربهم وطعامهم ومسكنهم وتكاليف دراستهم، ويطبعون وينشرون الكتب العلمية ويوزعونها مجانا على الطلبة، فأسهموا بذلك في نبوغهم وتفوقهم العلمي في مختلف الميادين الشرعية واللغوية والطبية والفلكية والرياضية.
وخلص الصمدي إلى شكر الدكتور يوسف العزوزي على هذه الإشارة القيمية ذات الصلة بمصدر تمويل اختراعه العلمي في الجامعات الأمريكية، مردفا، عسى أن يكون ذلك حافزا لنا لفتح هذا المجال في جامعاتنا بما يعيد لها إشعاعها الحضاري الذي عرفت به على مر التاريخ.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.