أكد منصف اليازغي، باحث في السياسة الرياضية، أن المغاربة كلهم، وبغض النظر عن وجهة نظرهم ودرجة ترحيبهم من عدمه بتنظيم مونديال 2030، إلا أنهم كلهم متفقون على حب هذا البلد وإرادة له الخير له.
وأضاف اليازغي، الذي كان يتحدث اليوم الأحد، ضمن الندوة الختامية من فعاليات الملتقى الوطني التاسع عشر لشبيبة العدالة والتنمية، في موضوع:” مغرب 2030 .. بين رهان الأوراش الكبرى والعدالة المجالية والاجتماعية”، أن الأسئلة من قبيل هل الأسبقية للخبز أم لتنظيم كأس العالم، تبقى مشروعة، غير أنه سجل أنه كان من المفترض والواجب على الفاعل السياسي أن يتحلى بالجرأة والشجاعة ويخرج للإجابة المقنعة عن مثل هذه الإشكالات، و عن بعض التفاصيل المتعلقة بمصير ملعب بنسليمان بعد كأس العالم وكيف يمكن استثماره، وتأسف لغياب النقاش السياسي والبرامج السياسية، مسجلا أنه لحدود الساعة هناك غموض حول كلفة إعادة بناء ملعب مولاي عبد الله.
وأشار المختص في السياسة الرياضية، إلى أن حلم تنظيم المونديال راود المغرب منذ 1988، ولم يكن وليد هذه اللحظة، وكيفما كانت دواعي تلك الرغبة، فأنه لا يمكن إنكار الفوائد التي يمكن جنيها من استثمار تنظيم استحقاق من هذا الحجم، مقللا من فشل بعض التجارب، كجنوب إفريقيا التي فكرت في هدم ملعب كبير لضخامة كلفة صيانته، و البرازيل التي حولت ملعبا كبيرا بعد المونديال إلى مرأب للحافلات، وروسيا التي أصبحت تؤجر بعض الملاعب لتنظيم حفلات الأعراس وغيرها.
ويرى الباحث ذاته أن السؤال الذي يجب طرحه، هو هل نفضل أن ينظم المغرب كاس العالم حتى يتمكن من تسريع تحسين بنيته التحتية على الأقل في بعض الجهات أم لا ينظم تلك الكاس وبالتالي تفويت هذه الفرصة، مضيفا أن المونديال قد يكون فرصة لتحقيق التنمية مادامت الفيفا تفرض دفترا قاسيا للتحملات تتابع بموجبه الدول المنظمة عن أدق التفاصيل المتعلقة مثلا بالمطارات والطرق ومحطات القطار وغيرها.
وعرج الباحث على النموذج القطري، مؤكدا أنه نموذج يجب أن نقتطف منه بعض الأشياء الجميلة، حيث كانت لقطر استراتيجية في استثمار منشئات المونديال في تنظيم تظاهرات أخرى ولم تفكك ولو ملعبا واحدا كما كان يقال حينها، وهذا الذي يجب على المغرب أن يفعله بالإبداع في استثمار تلك المنشئات، واستثمار ملعب بنسليمان مثلا كمركز سياحي وثقافي لتحقيق التنمية الشاملة، وبذلك يمكن أن نقول أن المغرب لم يخطئ في تنظيم المونديال.
رابط المشاركة :
شاهد أيضا
