الأستاذ ابن كيران للمغاربة: السياسة هي التي تحدد مصيركم فلا تهربوا منها وتتركوا المجال “للتماسيح والمسترزقين”
دعا الأستاذ عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، المواطنين إلى الانخراط الفعلي في الحياة السياسية، محذرًا من خطورة ترك المجال لمن وصفهم بـ”العفاريت والتماسيح” والمتاجرين بالسياسة.
وقال ابن كيران، في كلمته، أمس الأحد، خلال المهرجان الخطابي الذي نظّمته الكتابة الإقليمية للحزب بالقنيطرة، إن “السياسة هي التي تحكم، وهي التي تتخذ القرار وتحدد مصير المغاربة”، مؤكدًا أن العزوف عنها لا يخدم إلا من يسعون إلى استغلالها لمصالحهم الشخصية أو للتهرب من المحاسبة.
وانتقد ابن كيران ما آلت إليه الممارسة السياسية في المغرب، معتبرًا أنها أصبحت مجالًا “للاسترزاق والاغتناء”، حيث يلجأ إليها – بحسب تعبيره – “من لا يستطيع تكوين الثروة بإمكانياته الخاصة، أو من يريد الهروب من القانون، أو من يمتهن التهرب الضريبي وبيع المخدرات”، وقال إن الحياة السياسية والعمل السياسي فسَد وأفسِد من طرف أناس يريدون أن يتحكموا في كل شيء.
وأضاف: ” السياسة هي التي تحكم وهي التي تتخذ القرار وتحدد مصير المغاربة، تحكم في ثمن تذاكر الحافلات، وثمن الخبز، وكل تفاصيل الحياة اليومية”، داعيًا المواطنين إلى تحمل مسؤوليتهم السياسية عبر التسجيل في اللوائح الانتخابية والمشاركة في التصويت.
وشدد المتحدث ذاته، قائلا :”لا تهربوا من السياسة ولا تقولوا ممزياناش، هي مزيانة وضرورية ويجب الانخراط فيها، ويجب أن تكونوا مرتبطين بالأحزاب السياسية وتناصروا “ناس المعقول”، لأن وسط هذه الأحزاب السياسية هناك أناسا يأخذون السياسة بجد وأؤكد أن حزب العدالة والتنمية على رأس هذه الأحزاب”.
وأبرز أن حزب العدالة والتنمية يأخذ السياسة بجد، “لأننا أتينا إليها من الحركة الإسلامية، وفي الحقيقة أغلب أعضاء الحركة الوطنية جاؤوا من الحركة الإسلامية كعلال الفاسي ومحمد بلحسن الوزاني وكبار الحركة الوطنية جميعهم إما ولوجوا إلى القرويين أو بن يوسف، وهذا هو أصل المغاربة”.
وقال مخاطبا الحضور “مجيئكم بهذه الكثافة دليل على أنكم تحبون حزب العدالة والتنمية وتتجاوبون معه وتقبلوا ما يقوله وتريدون أن ينتصر في الانتخابات المقبلة”.
ولكن يضيف ابن كيران لا يمكن إدراك الأماني بالنوم “فإذا كنتم تريدون العدالة والتنمية فهناك من لا يريده، وهناك آخرين عندهم نفوذ ويعرفون كيف يشتغلون ويدبرون المؤامرات، نحن لا نعرف لهذه الأمور ولكن نعرف شيئا واحدا وهو حثكم على التسجيل باللوائح الانتخابية والتصويت، لأن الديمقراطية تقتضي أن تصوتوا على من ترونهم صالحين لخدمتكم لخمس سنوات”. وشدد على أن العدالة والتنمية “ساكن” في قلب المواطنين المغاربة “إلا بغيتو تخرجوه خرجوه من قلب المواطنين”.
وختم كلمته بدعوة صريحة إلى عدم التصويت على من “يكذب عليكم أو يرشيكم بالمال”، مؤكدًا أن التغيير لا يمكن أن يتم “بالنوم وانتظار المعجزات”، بل بالانخراط الجاد والمسؤول في الحياة السياسية. وتابع” هذه بلادكم عندكم الحق فيها وما يقع فيها مسؤوليتكم”.