المؤتمر الإقليمي لـ”مصباح” بني ملال ينتقد التهميش والإقصاء ويطالب بتنمية عادلة ووقف الفساد الانتخابي

دعا المؤتمر الإقليمي الحادي عشر لحزب العدالة والتنمية بإقليم بني ملال، إلى توقف المضايقات التي تمارسها السلطة ضد أعضاء الحزب بجماعة بوتفردة وخصوصا دائرة تنكارف نايت عبدي، منددا بحرمان بعض الـدوائر داخل الجماعة الواحدة من خدمات آليات المجلس الإقليمي ببني ملال بسبب الانتماء الحزبي لمستشاريها.
كما دعا المؤتمر الإقليمي الذي انعقد يوم الأحد المنصرم، في بيانه الختامي، إلى جعل الاستحقاقات المقبلة بالإقليم محطة ديمقراطية حقيقية كما دعا إليها جلالة الملك في خطابه الأخير، والقطع مع الريع والفساد الانتخابي الذي تمارسه الكائنات الانتخابية، والذي يسيء إلى هذا المسار الديمقراطي الوطني.
ومن جهة أخرى، طالب المؤتمر الإقليمي للحزب، رئيس مجلس الجهة ورئيس المجلس الإقليمي والسلطات الحكومية وكل السلطات المعنية، بوضع استراتيجية تنموية شاملة تراعي خصوصيات الإقليم الثلاث: الجبل – الدير – السهل، وإحداث مشاريع تنموية للتخفيف من البطالة بالإقليم واعتماد عدالة مجالية منصفة عند تنزيل المشاريع بعيدا عن الحسابات الانتخابوية التي تسببت في تفاوتات مجالية كبيرة بالإقليم والجهة مضيفا “فمن غير المعقول أن تمر سنوات على الإقليم والجهة ولازالت قرى ودواوير بإقليمنا تعاني العزلة والتهميش وتطالب بأبسط المطالب ولم يستجب لها ( الطرقات ، الماء ، الكهرباء ،التطبيب ، التعليم، المنشآت الفنية…)”.
كما طالب المؤتمر السلطات المعنية، بالاهتمام بالمجال الفلاحي والذي يعتبر المحرك الأساسي لعجلة التنمية والتشغيل بالإقليم، وأوضح أن الفلاحة تعيش وضعية صعبة من حيث ندرة مياه السقي وتناقص قطيع الماشية بشكل ملحوظ، مما أثر سلبا على وضعية الفلاح وخاصة الصغير الذي يعيش التهميش ولا يصله إلا الفتات من الدعم الحكومي، مناشدا المسؤولين بتقديم يد العون ومختلف الدعم لهذا الأخير والتخفيف من معاناته.
وعلى مستوى آخر، طالب المؤتمر بتأهيل العرض الصحي والنهوض بوضع الصحة المتدهور بالإقليم، وقال إن العرض الصحي يعرف نقصا حادا في الأطباء والممرضين والأدوية والتجهيزات الطبية وتردي مختلف الخدمات الصحية وكذلك في قسم المستعجلات بالمستشفى الجهوي ونقص في المستوصفات خاصة القرى والجبل وانتشار الزبونية والمحسوبية والرشوة والتماطل، ومعاناة المواطنين من ضعف الاستقبال وفترات الانتظار وطول مواعيد العمليات الجراحية. كما طالب بتسريع إنجاز المستشفى الجهوي والجامعي وإخراجهما للوجود لما لهما من دور مهم في معالجة معضلة الصحة إقليميا وجهويا.
وفي موضوع التعليم، شدد المصدر ذاته، على ضرورة الاعتناء بوضع التعليم العمومي بالإقليم من حيث جودة الخدمات التربوية وأوضاع المؤسسات التعليمية والخصاص في الأطر التربوية والإدارية، مضيفا أن “التعليم المدرسي والجامعي بإقليمنا يعاني من الهدر المدرسي والجامعي والاكتظاظ والارتباك في التدبير ومن ضعف الحكامة التعليمية وتنامي عدة أشكال لا أخلاقية والعنف المدرسي، ونقص ملحوظ في البنيات التحتية كالمرافق الصحية وتقادم العديد من الحجرات الدراسية، وقلة الأحياء الجامعية مما ساهم في تذيل الترتيب الوطني لجهتنا في عدة نتائج تعليمية وجامعية ( المرتبة ما قبل الأخيرة وطنيا في نتائج البكالوريا ).
كما حث المؤتمر على النهوض بالمجال الرياضي والثقافي وتقديم مختلف الدعم للمستحقين له وبشكل منصف وعاجل، وتوفير البنيات الأساسية الملائمة له من ملاعب ومسابح ومركبات ثقافية ودور الشباب والمعاهد بمختلف جماعات الإقليم. وتشجيع التظاهرات الثقافية البانية بدل المهرجانات الخالية من أي مضمون فني وثقافي جاد والتي يهدر فيها المال العام.
ودعا من جهة أخرى، إلى تفعيل دينامية وحركية قطب الصناعات الغذائية وتسريع إنجاز الخط السككي خريبكة بني ملال والطريق السيار مراكش – بني ملال – فاس، وتوسيع برنامج الرحلات بالمطار المهمش برفع المعاناة عن المواطنين أثناء الرحلات الداخلية وتيسير عودة الوفود الكبيرة لأبناء الجالية المنتمية للمنطقة.
وشدد على تبسيط مساطر رخص البناء بالإقليم وخصوصا بالمناطق الجبلية والقروية بالسهل، وبناء سوق الجملة للخضر، ووفك العزلة عن العديد من الدواوير وتأهيل مختلف المناطق السياحية، مطالبا في موضع آخر، بضرورة العناية الإنسانية والمعالجة الناجعة لظاهرة المختلين عقليا والمشردين بما يحفظ كرامتهم ويضمن سلامة الساكنة.
وفي موضوع آخر، عبر المؤتمر الإقليمي عن تضامنه اللامشروط مع الشعب الفلسطيني في محنته وإشادته بصمود المقاومة الأسطوري بغزة العزة، مستنكرا بأشد العبارات للتجويع والإبادة الجماعية والتطهير العرقي الذي يتعرض له هذا الشعب الأبي من طرف الكيان الصهيوني المجرم وبسلاح ودعم أمريكي وغربي مفضوح، وتخاذل عربي، داعيا الشعب المغربي إلى مزيد من التضامن والاستنكار الشعبي والدفاع عن إخوانهم بفلسطين وعن القدس الشريف، ومطالبا بإسقاط كل أشكال التطبيع مع الكيان الغاصب وقطع جميع العلاقات معه.
وعلى المستوى الوطني، عبر المؤتمر عن تشبته الدائم بالوحدة الترابية والوطنية، وتنويهه العالي بالسياسة الحكيمة لجلالة الملك حفظه الله في هذا المجال، والتي تتوج بمزيد من الاعترافات بمغربية الصحراء والتأييد للمبادرة المغربية للحكم الذاتي تحت السيادة المغربية.

شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.