بولعيش: صرخة “إيمان” بتازة تفضح عجز الحكومة وتكشف هشاشة حماية النساء في المغرب

قالت سعاد بولعيش، الكاتبة الإقليمية لحزب العدالة والتنمية بفحص أنجرة، إن حادث الاعتداء الوحشي على الشابة إيمان ابنة تازة من قبل طليقها ليست مأساة عابرة، بل صفعة مدوية تكشف بجلاء أن الحكومة فشلت في أول امتحان يهم حياة وكرامة النساء، والحق في الأمان.
واعتبرت بولعيش في تصريح لـpjd.ma، أن الاعتداء على الشابة إيمان ليس فقط قضية جنائية معزولة، بل هو نموذج يفضح هشاشة المنظومة الوطنية في مواجهة العنف ضد النساء، مضيفة أن هذه الحكومة منذ سنوات وهي تتغنى بشعارات “تمكين المرأة” و”محاربة العنف”، لكن الواقع يفضح كل شيء، أرقام متزايدة للعنف، نساء يواجهن مصيراً قاتلاً، وإجراءات رسمية لا تتجاوز الورق.
وتساءلت المتحدثة ذاتها،” أين هي البرامج التربوية التي تُعلّم المساواة والاحترام؟ أين الإعلام العمومي الذي يفترض أن يقود معركة التوعية؟”، قبل أن تؤكد أن الجواب واضح، وهو غياب تام، وترك المجتمع يتغذى على نفس الثقافة التي تبرر العنف وتعيد إنتاجه جيلاً بعد جيل.
وأوضحت أنه في مدينة تازة تنعدم مراكز إيواء مجهزة تحفظ للنساء كرامتهن، مبرزة أن التدخل الأمني بطيء، والتنسيق بين الشرطة والنيابة العامة ضعيف، والنتيجة هي نساء متروكات لمصير مظلم أمام المعتدين.
وأضافت أن القانون 103.13، الذي قدّمته الحكومة على أنه إنجاز تاريخي، “لم يكن سوى قشرة هشة، العقوبات المخففة، الثغرات الإجرائية، والإفلات المتكرر من العقاب جعلت العدالة نفسها تتحول إلى رسالة خطيرة مفادها أن العنف ضد النساء ليس جريمة خطيرة”.
واعتبرت أن صرخة إيمان عرّت صورة حكومة عاجزة عن حماية نصف المجتمع، حكومة تكتفي بالوعود والخطب بينما تنزف الشوارع والبيوت من دماء النساء، وشددت على أن “هذه ليست مجرد إخفاقات تقنية، بل عجز سياسي وأخلاقي يهدد ثقة المواطنين في مؤسسات الدولة”.
وشددت على الحكومة التحرك بجدية عبر إصلاح تشريعي جذري، وتوفير حماية واقعية للنساء، وإذا لم تتحرك فإن المآسي ستتكرر، وستظل كل صرخة جديدة وصمة عار على جبين السياسات العمومية.
ولمواجهة هذا العنف، اقترحت الكاتبة الإقليمية للحزب مجموعة من الإجراءات تتعلق بالتطبيق الصارم للقوانين لردع المعتدين وحماية الضحايا، وإحداث مراكز إيواء ودعم نفسي وقانوني لكل امرأة معرضة للخطر، وإخضاع رجال الأمن للتدريب على التعامل الإنساني والفعال مع النساء الضحايا، مع إحداث خطوط تبليغ آمنة.
كما أكدت على تنظيم حملات توعية مستمرة لتغيير ثقافة المجتمع نحو احترام المرأة وبرامج تعليمية داخل المقررات الدراسية، بالإضافة إلى دعم اقتصادي واجتماعي للنساء لتقليل تعرضهن للعنف، وحثث على محاربة المخدرات بصرامة كبيرة وتجريمها في صفوف الشباب، فضلا عن تطوير الصحة النفسية.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.