كرة اللهب التي تدحرجت من سوس..هل تعكس تذمرا سياسياً متناميا من أخنوش وحزبه؟

عبر عبد العزيز أمجان، الرئيس السابق لجماعة أولاد برحيل، عن العدالة والتنمية، بإقليم تارودانت، عن أسفه العميق إزاء الأحداث الأليمة التي شهدتها مؤخراً بعض مناطق جهة سوس ماسة، والتي اعتبرها رسالة احتجاجية قوية موجهة إلى حكومة عزيز أخنوش.
وفي تصريح لـ pjd.ma، قال أمجان إن هذه الأحداث “مؤلمة ولا تسر أحدا”، وأوضح أن هذه الأحداث تبعث برسالة واحدة عنيفة وهي “أنك كرئيس الحكومة ورئيس جماعة أكادير وقطب الرحى بالجهة ورئيس حزب الأحرار الذي يترأس قرابة 90 في المائة من جماعات الجهة غير مرغوب فيك”، ولهذا شعار “إرحل ” تجاه رئيس الحكومة خلال احتجاجات اليومين الأخيرينجاءت من سوس ( معقل) الرئيس ، و بالضبط من مركز الجهة و عاصمتها أكادير .
وهذه رسالة أيضا يؤكد أمجان من “جيل زيد” مفادها أن ما قمت به كرئيس الحكومة من افتراس خلال أربع سنوات لم يعد يُحتمل”، مشدداً على أن احتقان الشارع هو نتيجة مباشرة لتراكم السياسات الفاشلة في تدبير الشأن المحلي والجهوي، على حد تعبيره.
وانتقد المتحدث ذاته، ما وصفه بـ”الهوس غير المبرر والإسهال في تنظيم المهرجانات”، حيث قال إن جهة سوس ماسة عرفت صيفاً استثنائياً على مستوى كثافة المهرجانات، في وقت تعاني فيه العديد من الجماعات من غياب أبسط الخدمات الاجتماعية كالصحة والتعليم والبنية التحتية.
وأوضح أن “هناك جماعات لم تنظم في تاريخها مهرجاناً، لكنها هذا الصيف دخلت في سباق محموم على التظاهرات والمواسم والرمى، وهو ما يشكل مفارقة صادمة”، مشيراً إلى هذه الرسالة العنيفة” من الشباب تقول أيضا بأنه “لن تزيفوا وعيينا كشباب ولن تطمسوه وأننا نحن جديين ونريد خدمات رئيسية وخدمات اجتماعية كالصحة التعليم ودور الشباب..”.
وأشار أمجان إلى أن شرارة الاحتقان بدأت من مستشفى الحسن الثاني بأكادير، الذي يشهد وضعاً صحياً “كارثياً”، بحسب وصفه، مما أجج غضب الساكنة تجاه تدهور الخدمات الصحية في الجهة.
وأضاف: “قبل أن نفكر في المهرجانات، كان أولى بنا توفير التعليم والصحة والبنيات التحتية الأساسية”، محملاً الحكومة والمجالس الترابية مسؤولية هذا الوضع.
ولم يخف أمجان قلقه إزاء تدهور الوضع الأمني في عدد من المناطق، مثل القليعة، التي تعاني من غياب مفوضيات الأمن رغم الوعود الحكومية المتكررة منذ سنوات.
كما تطرق إلى ظروف العمل الصعبة التي يعاني منها العمال في القطاع الفلاحي، خاصة في مناطق مثل أيت عميرة وسيدي بيبي، مؤكداً أن “آلاف العمال تم تسريحهم دون أي تعويض أو حماية اجتماعية، مما زاد من تفشي الإحساس بـ’الحكرة’ بين أبناء الجهة”.
ونبه إلى بعض المناطق التي عرفتها الاحتقان كأيت عميرة التي تغيب فيها المرافق الاجتماعية كالحدائق والمسابح، إذن يضيف أمجان كيف تريد من الآلاف المؤلفة من المواطنين الذين لا يجدون أي مرافق بالإضافة إلى أنهم يشتغلون في ظروف مزرية أن يتصرفوا؟، وقال إن هذه الظروف تجعلهم يحسون بـ”الحكرة”.
وتابع ” هؤلاء يشتغلون لساعات طوال بدون تغطية صحية وبدون تعويضات عن الأعياد بل تم تسريح آلاف العمال”، وقال إن القطاع الفلاحي الذي يعتبر قطب الرحى في الجهة تعرض لنكسة وسرحوا العمال ولم يجدوا أين يشتغلون.
وحمل أمجان الجماعات الترابية، التي يسيطر عليها حزب التجمع الوطني للأحرار، جزءاً كبيراً من المسؤولية، قائلاً: “هؤلاء المنتخبون الذين قُدموا على أنهم كفاءات، لم يُجيبوا على تطلعات الساكنة ولم يحققوا تواصلاً فعالاً مع المواطنين”.
وانتقد الغياب المتكرر لرؤساء الجماعات، سواء في أكادير أو تارودانت، عن دورات المجالس، مشيراً إلى أن “المواطنين لم يعودوا يجدون من يمثلهم فعلياً أو ينقل صوتهم”.
وتابع “رئيس الحكومة يترأس مجلس جماعة أكادير، ورئيس مجلس جماعة تارودانت هو وزير العدل ولم يحضر إلا دورتين أين سيجده المواطنون؟”.
وختم أمجان تصريحه بالدعوة إلى مراجعة شاملة لمسار تدبير الشأن المحلي والجهوي، والتركيز على الأولويات الأساسية للمواطنين، وعلى رأسها الصحة، والتعليم، وفرص الشغل، وكرامة العيش، عوض الاستمرار في سياسات “المهرجانات الفارغة” ومحاولة طمس هوية الشباب.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.