باكيري: الاحتجاجات الشبابية بجهة سوس استفتاء ميداني على فشل الحكومة والجماعات الترابية

قال محمد باكيري، عضو فريق العدالة والتنمية بجماعة أكادير، إن موجة الاحتجاجات التي تعرفها عدد من مناطق المملكة، وعلى رأسها جهة سوس ماسة، تعكس تراكماً طويلاً من النضالات الاجتماعية والمجالية التي اندلعت منذ السنة الأولى لتعيين الحكومة الحالية، مشيراً إلى احتجاجات طلبة الطب والصيدلة، والمحامين، وتنسيقيات التعليم، ومسيرات أيت بوكماز وتاونات، وصولاً إلى الاحتجاجات التي اندلعت بسبب تدهور الخدمات الصحية بمستشفى الحسن الثاني بأكادير، والتي شكلت شرارة لاحتجاجات أوسع شملت جيل زيد التي انطلقت نهاية الشهر الماضي.
ضعف الأداء الحكومي
وأوضح باكيري، في تصريح لـpjd.ma، أن الاحتجاجات جاءت لتؤكد الفشل الحكومي الذي يكشف عن ضعف أداء رئيس الحكومة وفريقه و”سيبقى لصيقا به”، في التاريخ السياسي المغربي، وقال إن حجم الاحتجاجات التي عرفها المغرب وسقوط ضحايا و خسائر بشرية ومادية كان من الممكن تلافيها لو تحملت الحكومة مسؤوليتها في التواصل الشجاع و نهج سياسة استباقية منذ ظهور البوادر الأولى للاحتجاجات.
وأضاف رئيس فريق العدالة والتنمية بجماعة أكادير، أن الخرجة التواصلية “الضعيفة” و”الصادمة” لرئيس الحكومة بمناسبة حصيلة أربع سنوات، والتي أكدت فشل الحكومة الحالية في تحقيق الوعود الانتخابية أو البرنامج الانتخابي الحكومي كانت أيضا من بين عوامل تأجيج الاحتقان.
واعتبر المتحدث ذاته، أن الخروج الإعلامي الأخير لرئيس الحكومة ، زاد من تعميق الهوة بين المواطنين والحكومة، لما تضمنه من تبريرات وصفها بـ”الصادمة”، حيث ألقت الحكومة باللوم على عوامل خارجية مثل الجفاف والحرب الأوكرانية وكوفيد-19، عوض الاعتراف بأوجه القصور في أدائها
وأضاف باكيري، أن هذه التحركات الاحتجاجية بمثابة رد مباشر على أداء حكومي وصفه بـ”الضعيف والمخيب للآمال”، خاصة في ما يتعلق بالقطاعات الاجتماعية، وفي ظل تفاقم فضائح تضارب المصالح، وغياب الشفافية في العديد من الملفات منها ملف دعم الكسابة واستمرار غلاء المعيشة دون حلول ناجعة، واستمرار غلاء المعيشة، بالإضافة إلى اختلالات رافقت ورش الحماية الاجتماعية، والتأخر الكبير في التفاعل مع تداعيات زلزال الحوز.
استفتاء شعبي على فشل السياسات
وأكد باكيري، أن الطابع الوطني للاحتجاجات، وتزامنها في عدة مدن وقرى تسيرها أحزاب الأغلبية، وعلى رأسها حزب رئيس الحكومة، يُعد بمثابة “استفتاء شعبي ميداني” على فشل السياسات العمومية. كما أن رفع شعارات تطالب برحيل رئيس الحكومة في عدد من الوقفات، يترجم، حسب قوله، رفضاً واضحاً لمخرجات انتخابات 8 شتنبر.

وأوضح أن جماعة أكادير التي يترأسها رئيس الحكومة شكلت إحدى بؤر الاحتجاجات الكبرى، سواء بسبب الوضع المتدهور بمستشفى الحسن الثاني، أو من خلال التحركات اليومية التي تقودها تنسيقيات “جيل زيد”، بالإضافة إلى احتجاجات أخرى بعدد من الجماعات التابعة لجهة سوس ماسة مثل فم الحصن، تزنيت، أيت عميرة، سيدي بيبي، القليعة، إنزكان، أولاد تايمة وتارودانت، وهو ما يعكس أيضاً وجود سخط محلي على مستوى التنمية وتدبير الشأن العام بحسبه.
استجابة عاجلة ومسؤولة
وشدد باكيري، على أن الحكومة مدعوة إلى الاستجابة العاجلة والمسؤولة لهذه المطالب المشروعة، وتفادي التعامل مع مرور الوقت كفرصة للالتفاف على الاحتجاجات أو محاولة إضعاف زخمها. كما أثنى على سلمية هذه التحركات ووضوح مطالبها التي تتمحور حول تحسين الخدمات الاجتماعية، ومحاربة الفساد، والمطالبة بتنحي رئيس الحكومة.
وأشار رئيس فريق العدالة والتنمية بجماعة أكادير، إلى أن ما يحدث اليوم يشكل “رسالة سياسية واضحة” تعكس يقظة سياسية متنامية لدى جيل جديد من الشباب، الذي أثبت نضجه وتمسكه بالسلمية، ما يدعو إلى مراجعة شاملة لآليات التأطير التقليدية والتي أبانت عن محدوديتها، والبحث عن مقاربات جديدة قادرة على مواكبة طموحات هذا الجيل، وتساير خصوصياته.
وفي المقابل، أكد على ضرورة معالجة مظاهر العنف التي ظهرت في بعض الاحتجاجات المعزولة، وذلك من خلال دراسات اجتماعية معمقة، دون إغفال تعزيز قيم المواطنة والاندماج المجتمعي.
وخلص باكيري في تصريحه، بدعوة الحكومة للتجاوب المسؤول والحقيقي مع الطلبات المرفوعة، وأن تشكل محطة الانتخابات المقبلة منعطفا إيجابيا في اتجاه تكريس انتخابات ديمقراطية وانخراط شبابي استثنائي يجسد إحدى نجاحات هذا الفعل الاحتجاجي المشروع والسلمي.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.