سعاد بولعيش
شهد المغرب في السنوات الأخيرة موجة احتجاجية متصاعدة من شباب جيل Z، الذين باتوا يعبرون عن رفضهم للوضع الاجتماعي والاقتصادي الحالي بطرق سلمية أحيانًا وأحيانًا أخرى أكثر حدة. ويمكن تتبع جذور هذا الغضب في ثلاث عوامل أساسية:
1. تضارب المصالح
عندما تتداخل المصالح الشخصية أو الحزبية مع الصالح العام، يشعر المواطنون بعدم العدالة والشفافية. هذا التضارب يطال كثيرًا من القطاعات الحيوية مثل الصحة، التعليم، والاقتصاد، ويؤدي إلى فقدان الثقة في المؤسسات الرسمية. بالنسبة للشباب، الذين يعتمدون على هذه القطاعات لبناء مستقبلهم، يصبح الوضع أكثر استفزازًا ويحفزهم على المطالبة بالإصلاح.
2. سياسة “الهموز” والمحسوبية
الفرص الاقتصادية والاجتماعية لا تُوزع دائمًا بشكل عادل. الوصول إلى الوظائف، المشاريع، أو حتى الخدمات الأساسية غالبًا ما يتطلب علاقات شخصية أو وساطة. هذه المحسوبية تخلق شعورًا بالإقصاء لدى جيل Z، الذي يملك طموحات كبيرة لكنه يواجه جدارًا من العوائق غير المستحقة.
3. أزمة الأدوية والخدمات الصحية
ارتفاع أسعار الأدوية، نقصها في المستشفيات، وسوء إدارة الخدمات الصحية يمثل ضغطًا مباشرًا على المواطنين، خصوصًا في المناطق القروية والنائية. هذا الوضع لا يمس الشباب فقط، بل يهدد حياة أسرهم، مما يزيد من شعورهم بالإحباط والغضب تجاه المنظومة الصحية والسياسية على حد سواء.
خلاصة:
تجمع هذه العوامل الثلاثة – تضارب المصالح، سياسة الهموز والتدويرة وأزمة الأدوية – لتشكل بيئة خصبة لغضب جيل Z، الذي أصبح مطالبًا بحقوقه الأساسية ويصر على التعبير عن رفضه للوضع القائم.
إن عدم استجابة السلطات لهذه المطالب بشكل فعّال قد يؤدي إلى مزيد من الاحتقان الاجتماعي، بينما الإصلاح الحقيقي والشامل يمكن أن يكون خطوة لإعادة الثقة بين الشباب والدولة، وأكيد أن متانة هذا البناء دعامة أساسية لاستقرار الوطن.
