شوقي: الحكومة فشلت في التواصل كما فشلت في محاربة الفساد وتصريحاتهم مستفزة للمغاربة

وجه سمير شوقي، رئيس مركز التفكير “أوميغا” للأبحاث الاقتصادية والجيوسياسية، انتقادات قوية لأداء الحكومة المغربية، معتبراً أن الأخيرة فشلت في التفاعل مع الاحتجاجات الشبابية الأخيرة، خصوصاً في جانب التواصل، تماماً كما فشلت وسقطت سابقاً في أوراش الحكامة ومحاربة الفساد.
وقال شوقي، في تصريح لموقع pjd.ma، إن ما عرفه الشارع من احتجاجات قادها “جيل Z” كشف بوضوح عن محطة جديدة من إخفاقات الحكومة، وهذه المرة في جانب بالغ الأهمية وهو التواصل مع المواطنين. وأوضح أن “اندلاع الاحتجاجات بشكل غير مسبوق السبت الماضي قد يُبرر غياب رد حكومي سريع، لكن الغياب في اليوم التالي كان غير مفهوم، فلا تم تشكيل خلية أزمة، ولا خرجت الحكومة لتقديم توضيحات أو رسائل طمأنة ونزع فتيل الإنفلات”.
وأشار المتحدث ذاته، إلى أن هذا “الفراغ” زاد من حدة الاحتقان بين الشباب، الذين اعتبروا الصمت الحكومي تجاهلاً وتعاملاً دونيًّا مع مطالبهم، مما أدى إلى تصاعد وتيرة الاحتجاجات ابتداءً من اليوم الثالث.
وأوضح أن الائتلاف الحكومي لم يخرج إلا في اليوم الرابع بعد أن زاغت الأمور عن سكتها السلمية، ودبج بياناً بئيساً في شكله وفقيراً في محتواه، كان بمثابة صك العجز البنيوي لدى الجهاز التنفيذي.
وتابع أنه “عندما تعالت أصوات الاستنكار لدى الرأي العام عموماً والإعلاميين والمثقفين و هيئات المجتمع المدني بسبب القصور في التواصل، خرج بعض شباب الحزب “الحاكم” ليواجهوا الموجة بتعالٍ و عجرفةٍ مستفزةٍ زادت من الاحتقان، وكأن ذلك لم يكن كافياً جاء خروج بعض الوزراء ليزيد الطين بلة كالناطق الرسمي باسم الحكومة الذي تعامل مع إعلامي على المباشر بعجرفة و تعالٍ و أستاذية تبين بالملموس أن رجل التواصل الأول في الحكومة لا علاقة له بالتواصل”.
وأشار إلى أن وزير الثقافة قد حل قبله في برنامج بودكاست ليبرر “تريت” الحكومة في الرد بما لا يُبَرر وكان مجمل كلامه عن حزبه وقابليته في استقطاب شباب Z “للنضال من داخل المؤسسات”، وهكذا بحسب المتحدث ذاته “بيَّن الوزيران أنهما لم يستوعبا درس Z و أن عليهما التواضع أولاً و مراجعة أبجديات التواصل”.
واسترسل أن النائبة البرلمانية لمغور من الأحرار “كلما تكلمت وإلا خلقت أزمة لحزبها ولحكومتها بسلاطة لسانها، ولو كنت رئيسها لأمرتها بالسكوت حتى نهاية الولاية”، مضيفا “أعتقد أن جل من كان يطالب أعضاء الأغلبية بالتواصل يتمنوا حالياً لو يصمتوا ويكفوا عن استفزاز المغاربة”.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.