الأزمي الإدريسي: احتجاج الشباب هو دق لناقوس الخطر ويجب التعامل معه بكل جدية ومسؤولية

أكد إدريس الأزمي الإدريسي، النائب الأول للأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أن الخطير في ما عبر عنه الشباب المحتج في الشارع، هو التعبير عن فقدان الثقة في الأحزاب والسياسيين والسياسة والمؤسسات.
وشدد الأزمي الإدريسي في تصريح خص به قناة snrt news، أمس الأحد، أن مؤسسات الوساطة لابد منها، لأن السلطات الأمنية لا يمكن لها لوحدها أن تضمن استقرار البلاد، كما يجب فتح المجال أمام الشباب والسياسيين والفاعلين والإعلام الحقيقي وليس المأجور للتداول في مختلف قضايا الشأن العام.
وأكد الأزمي أن النقاش العمومي ضروري وأنه يجب على الأحزاب السياسية أن لا تكتفي بلعب أدوار “كومبارس” في الحياة السياسية، منبها إلى أن الدولة لها من الإمكانيات ما يكفي لمحاربة الفاسدين في الأحزاب، وفي المقابل، يجب عليها الحرص على استقلاليتها، بما يمكن أن يجعل منها أحزابا نافعة للبلاد.
واسترسل، أحزاب لا تنتظر التعليمات، بل تحترم ثوابت الوطن الجامعة، وتُعبر عن مواقفها وما يجب أن يقال في وقته، دون انتظار أي إذن، وهي بذلك لا تقول دائما نعم أو لا، وإنما لها مواقفها مبنية على الديمقراطية الداخلية وأيضا بناء على مسؤوليتها السياسية والوطنية.
ونبه نائب الأمين العام إلى أن الأحزاب لها مسؤوليتها في ضمان استقلاليتها والقيام بدورها وواجباتها، والعمل على تأطير المواطنين، والمساهمة في استقرار البلاد وخدمة الوطن والمواطنين.
من جانب آخر، ذكر الأزمي الإدريسي أنه لا يصح أن نُحور كلام الشباب ونحصره في الحديث عن التعليم والصحة فقط، بل لابد من الانتباه إلى أنهم تحدثوا أيضا عن محاربة الفساد، وعن حرية الرأي والتعبير، وعن الحقوق والحريات الأساسية وغيرها.
وأشار إلى أن القول بأن رسالتهم وصلت توجب أن يَعرفوا أننا نقول هذا بصدق وجدية، وذلك باتخاذ الإجراءات والقرارات المناسبة والملائمة.
واعتبر المتحدث ذاته أنه من الواجب السهر الجماعي على تطبيق الدستور بتفاصيله، سواء ما تعلق بالحقوق الأساسية أو حرية التعبير والرأي أو الاختيار الديمقراطي أو نزاهة الانتخابات أو ربط المسؤولية بالمحاسبة إلخ.
وشدد الأزمي الإدريسي أن الشباب طاقة فوارة لا يمكن ضبطها بالمقاربة الأمنية أو التحكم أو أي شيء، بل لابد من التطبيق الكامل والحقيقي للمقتضيات الدستورية في كل المجالات كما سبق القول.
وأردف، على الدولة ان لا تغتر بصمت المجتمع، والقول بأنه تم ضبط المحيط والجميع، أو الاعتقاد بأن الصمت هو دلالة خنوع، ولاسيما في المجتمع المغربي، لأن التاريخ يعلمنا أن صمت المجتمع مؤقت، وأنه انعكاس لتراكم الخيبات، والتي يتم التعبير عنها في النهاية، ومن ذلك ما عبر عنه الشباب، مما يعني أن تعبيرهم هو دق لناقوس الخطر، ويجب أخذه بكل جدية ومعقول.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.