حذر القيادي في حركة المقاومة الإسلامية “حماس” فوزي برهوم من “محاولات المجرم نتنياهو عرقلة وإفشال الجولة الحالية من المفاوضات، كما أفشل متعمداً كل الجولات السابقة”.
وشدد برهوم خلال مؤتمر صحفي في الذكرى السنوية الثانية لمعركة “طوفان الأقصى” في العاصمة القطرية الدوحة اليوم الثلاثاء، على أنه رغم “القوة العسكرية الغاشمة والدعم اللامحدود والشراكة الأمريكية الكاملة في حرب الإبادة في غزة، فإنهم لم ولن يفلحوا في إحراز صورةِ نصرٍ زائفة”.
وأضاف: “نحن مؤمنون بوعي شعبنا ووحدتنا وعدالة قضيتنا ومشروعِنا النضالي، وواثقون من قدرتنا على إفشال كلّ مخططات تصفية قضيتنا وتمرير أجندات العدو الصهيوني”.
وقال: “إيمانًا بمسؤوليتنا الوطنية تجاه شعبنا وحقوقه المشروعة، تعاملت الحركةُ بمسؤوليةٍ عالية مع كلّ مقترحاتِ وقفِ إطلاق النار خلال العامين الماضيين، والتي كان آخرُها مقترحَ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب”.
وشدد برهوم على أن “وفدَ الحركةِ المشاركَ في المفاوضاتِ الحاليةِ في مصر يسعى إلى تذليلِ كلّ العقبات أمام تحقيق اتفاقٍ يلبّي طموحاتِ شعبِنا وأهلِنا في غزة، وفي مقدّمتها: وقفٌ دائمٌ وشاملٌ لإطلاق النار، والانسحابُ الكاملُ لجيش الاحتلال من كافة مناطق قطاع غزّة، وإدخالُ المساعداتِ الإنسانيةِ والإغاثيةِ دون قيود، وضمانُ عودةِ النازحين إلى مناطقِ سكناهم، والبدءُ الفوريُّ بعمليةِ إعادةِ الإعمار الشاملة تحت إشراف هيئةٍ وطنيةٍ فلسطينيةٍ من التكنوقراط، وإبرامُ صفقةِ تبادلِ أسرى عادلةٍ..
وشدد على أن “أولويتنا الوقف الفوريّ للعدوان وحرب الإبادة على قطاع غزّة، ونُجدِّد عهدنا بالتمسّك بكامل حقوقنا الوطنية الثابتة، والدفاع عن تطلّعات شعبنا الأبيّ في التحرير والإصلاح والاستقلال”.
وتابع: “لقد عانى أهلُنا الصامدون في قطاع غزّة على مدار عامين كاملين من حرب إبادة، وتجويعٍ ممنهج، وتدميرٍ شامل، وتطهيرٍ عرقيٍّ على يد الاحتلال الصهيوني، في عدوانٍ لم يشهد له التاريخ الحديث مثيلًا.
وأضاف: “رغم الأهوال المروّعة والمآسي التي فاقت حدود الوصف، بما في ذلك النزوح والتشريد القسري والحرمان من أبسط مقوّمات الحياة الإنسانية، ورغم المجازر التي يندى لها الجبين، والقصف والقتل والسلوك الإجرامي لنتنياهو مُني هذا الاحتلال بفشلٍ ذريعٍ في تحقيق أهدافه العدوانية، وفي مقدمتها كلّ محاولات التهجير القسري، واستعادة الأسرى بالقوة، أو زرع كياناتٍ عميلةٍ بديلة”.
وأوضح: “لقد ارتقى إلى العلا في هذه الملحمة البطولية الإنسانية أكثر من 67 ألف شهيد، ونحو 170 ألف جريح ومصاب، وأكثر من 15 ألف مفقود، الغالبية العظمى منهم من الأطفال والنساء. وتجاوز عدد شهداء التجويع المتعمّد 500 شهيد، ومئاتُ آلافِ النازحين، في ظل شراكةٍ أمريكيةٍ كاملة، وعجزٍ مريبٍ من قبل المنظومة الأممية والمجتمع الدولي”.
وأشار إلى أن “ما يقارب من 95 في المائة من ضحايا هذا العدوان السافر هم من المدنيين العزّل، ممّا يشكّل وصمةَ عارٍ أبدية على جبين هذا الكيان الصهيوني وكلّ الداعمين له، والصامتين عن تجريم هذه الإبادة”.
وأضاف: “يواجه أسرانا ومعتقلونا في سجون الاحتلال الصهيوني جحيمًا مضاعفًا من التجويع والإذلال والتنكيل الممنهج؛ وقد ارتقى منهم نحو 80 أسيرًا، بينهم 50 من قطاع غزّة، نتيجة التعذيب والإهمال الطبي المتعمّد والحرمان من الغذاء والدواء”.
وتابع، “في الذكرى السنوية الثانية لـ”طوفان الأقصى”، ننحني إجلالًا وإكبارًا أمام أرواح شهداء شعبنا الذين ارتقَوا خلال مسيرة النضال والصمود في وجه العدوان الصهيوني الغاشم”.
وترحم على “أرواح قياداتنا الأبرار الذين ارتقَوا في معركة طوفان الأقصى الخالدة، وفي مقدّمتهم القادة الشهداء: القائد الشهيد إسماعيل هنية، والقائد الشهيد صالح العاروري، والقائد الشهيد يحيى السنوار، والقائد الشهيد محمد الضيف، قائد أركان كتائب القسام، وقوافل شهدائنا الأحرار من لبنان واليمن وإيران والأردن وتركيا وقطر، الذين امتزجت دماؤهم الزكية بدماء شعبنا على طريق تحرير القدس والأقصى”.
رابط المشاركة :
شاهد أيضا
