“البيجيدي” بجهة طنجة ينتقد “تبديد المال العام” في دعم المهرجانات وسط أزمات اجتماعية خانقة

عبّرت الكتابة الجهوية لحزب العدالة والتنمية بجهة طنجة تطوان الحسيمة، عن استنكارها الشديد لما وصفته بـ“تبديد المال العام” من قبل مجلس الجهة، وذلك على خلفية تخصيص دعم مالي وُصف بـ”السخي” للمهرجانات والتظاهرات الترفيهية خلال دورة أكتوبر الأخيرة.
وأوضحت الكتابة الجهوية لحزب العدالة والتنمية بجهة طنجة تطوان الحسيمة، في بيان لها، أن المجلس صادق على 135 نقطة من أصل 219 تتعلق بدعم المهرجانات والمواسم، في وقت يمر فيه المغرب بظروف استثنائية مطبوعة بالاحتقان الاجتماعي، واتساع رقعة الاحتجاجات الشعبية ضد الغلاء والفساد وغياب العدالة المجالية.
واعتبرت الكتابة الجهوية للحزب، أن استمرار المجلس في هذا التوجه “يعكس انفصالاً مقلقاً عن واقع المواطنين”، واستهتارا بمعاناتهم اليومية”، وإصرارا على نهج سياسة التباهي والبهرجة بدل الانكباب على معالجة القضايا الحقيقية للجهة من فقرٍ، وبطالةٍ، وتهميشٍ، وضعفٍ في الخدمات الصحية والتعليمية، والسعي الى تحقيق العدالة المجالية.
وفي هذا الصدد، طالبت الكتابة الجهوية للحزب، بتفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة سواء تعلق الأمر بالمسؤولين الترابيين أو المنتخبين، وإعادة النظر في طريق صياغة وتنزيل “برامج تقليص الفوارق المجالية” بالجهة، نتيجة محدودية النتائج، التي كانت التعبيرات الاحتجاجية الأخيرة تجليا واضحا لها.
ودعت إلى إشراك كل الفاعليين المحليين السياسيين وهيئات المجتمع المدني في الجهة وعلى رأسهم الشباب في صياغة السياسات العمومية، باعتبارهم الرأسمال البشري المهم في المجتمعات والقوة الدافعة للتغيير، مؤكدة ضرورة “استنبات” القرار العمومي الترابي من بيئته عند وضع وصياغة الحلول والبدائل الجديدة للأوضاع، بدل الاعتماد على البرامج النمطية السابقة.
وشددت على أن الأولوية اليوم في الجهة ليست للمهرجانات وللعروض الموسمية ، بل للكرامة والعدالة الاجتماعية والتنمية المتوازنة، وهي أيضا يضيف البيان ذاته “ليست مناسبة لتوزيع “الهموز” و”التدويرات”، بل لتصحيح المسار واستعادة الثقة، داعيةً كل الغيورين إلى التصدي لهذا العبث المالي والسياسي، وإلى محاسبة المسؤولين عن هذا الهدر الذي يسيء لصورة الجهة ولتطلعات ساكنتها.
وطالب البيان ذاته، بجعل تشغيل الشباب ومحاربة البطالة الواسعة المنتشرة في صفوف شباب الجهة أولوية وطنية، من خلال إعادة توجيه الاعتمادات المالية نحو تحفيز الاقتصاد المحلي وإطلاق مبادرات جهوية لخلق فرص الشغل.
وأكد أن الإصلاح يمر عبر بوابة المشاركة السياسية، وأن العزوف لا يخدم سوى الفساد والسلطوية، مما يستدعي من شبيبة الحزب أن تضطلع بدورها في تأطير الشباب وتشجيعهم على الانخراط الواعي والمسؤول في العمل السياسي والمؤسساتي. وشددت على أهمية دور الأحزاب في التأطير السياسي للمواطنين والمواطنات، لاسيما فئة الشباب باعتبارهم الطاقة الكامنة واللازمة لإحداث أي تغيير.
وفي هذا السياق، أعلنت الكتابة الجهوية للحزب عن تنظيمها الملتقى الشبابي الجهوي يوم الأحد 12 أكتوبر 2025 بمدينة طنجة.
وعلى المستوى الوطني، أكدت الكتابة الجهوية للحزب، أن الاحتجاجات الحالية لجيل” زد” ماهي إلا تعبير عن محدودية المقاربات التنموية المعتمدة من طرف الحكومة والمجالس الترابية، وتراكم إخفاقات التدبير الحكومي والترابي على جميع الأصعدة، وهو ما تؤكده المراتب المتأخرة التي يحتلها المغرب سواء في تقارير المؤسسات الوطنية أو الدولية، والتي ترصد الأوضاع السياسية (مؤشر الديمقراطية، الفساد، تضارب المصالح…)، والاقتصادية (ارتفاع المديونية مع استفادة الحكومة الحالية من الإصلاحات الجبائية التي أقرتها حكومة العدالة والتنمية، وتحقيق نسبة نمو قياسية في 2021….)، والاجتماعية (الفشل في تنزيل ورش تعميم التغطية الصحية، البطالة، تأثير معدل التضخم التراكمي خلال سنوات هذه الحكومة وانعكاساته على ارتفاع نسب الفقر والهشاشة…) كل هذه الإخفاقات يضيف البيان ذاته، أصبحت السمة الغالبة على أداء الولاية الحكومية الحالية.
وعبرت عن تقديرها لتفاعل الأمانة العامة للحزب، السريع والإيجابي مع هذه الاحتجاجات بما يضمن الحرية في التعبير والاحتجاج ودعم المطالب المشروعة لجيل”زد”، في حرص تام على الأمن واستقرار الأوضاع وتقدم المسار الديمقراطي ببلادنا.
ودعت جميع مناضلات ومناضلي الحزب القيام بواجب تأطير المواطنين والمواطنات من موقع الحرص على ضمان الحقوق التي كرسها دستور 2011، والمساهمة في ترشيد السلوك الاحتجاجي في إطار القانون والحفاظ على الأمن والممتلكات العامة والخاصة، وبذل مزيد من الجهود في الترافع حول قضايا الجهة، ومواجهة الفساد والنزعات التسلطية على المستوى الترابي، انطلاقا من مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.