اعتبرت آمنة ماء العينين، عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية، أن الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها البلاد ليست مفاجئة، بل كانت نتيجة حتمية لسياسات حكومة عزيز أخنوش، مؤكدة أن حزبها كان من أوائل الجهات التي نبهت إلى هذه المآلات منذ وقت مبكر.
وقالت ماء العينين التي كانت ضيفة على بودكاست “جهر” نهاية هذا الأسبوع، “بلادنا كانت محظوظة لأن الاحتجاجات خرجت في هذا المستوى السلمي، وإلا لكانت أكثر زخماً وخطورة”، مشيرة إلى أن الحكومة، بـ”نهجها الاستحواذي والأرعن والمتعالي”، كانت سبباً مباشراً فيما جرى، نتيجة “فشلها في تدبير السياسات العمومية، وعجزها الفادح على مستوى التواصل، بالإضافة إلى افتقارها لنخب سياسية قادرة على التأطير والتدبير”.
وأبرزت أن الحكومة تعاملت مع مؤسسات الدولة الرسمية والدستورية بتعالٍ، ضاربة عرض الحائط تقارير صادرة عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي، ومجلس المنافسة، والمندوبية السامية للتخطيط، وغيرها، معتبرة أنها “حكومة لا ترى إلا ما تريد أن تراه، وتعتقد أنها فوق المحاسبة أو النقد”.
وانتقدت ماء العينين أداء رئيس الحكومة بشدة، واصفة إياه بأنه “رئيس غير سياسي، وُضع في موقع المسؤولية دون خلفية حزبية أو حس سياسي”، وأضافت: “هل يُعقل أن يقول رئيس حكومة في البرلمان للمواطنين أنتم لا تهمونني؟ هذا استفزاز صريح للمغاربة”.
وقالت “هذه الحكومة اجتمع فيها ما تفرق في غيرها، الفشل التدبيري، ثم الفشل الذريع على المستوى التواصلي، والفقر وندرة النخب التي يمكن أن تتواصل”، ثم منسوب التعالي والاستكبار على الناس، ففي الخطابات التي يخرجون بها لم يتبق لهم إلا أن يقولوا للمواطنين أنكم عبيد عندنا.. التكبر على المعارضة وعلى المؤسسات الرسمية والدستورية..”.
وفي ما يتعلق بطريقة تعبير الشباب عن غضبهم، شددت ماء العينين على أن غياب قنوات التعبير الرسمية أمامهم، وانعدام التفاعل الإعلامي الجاد مع مطالبهم، إضافة إلى الإحساس بـ”الحكرة” و”التهميش”، جعل من الشارع ملاذهم الوحيد للتعبير. وقالت: “نحن في حزب سياسي لدينا آليات للتعبير عن المواقف، لكن هؤلاء الشباب لا يملكون سوى الشارع”.
كما انتقدت غياب مؤسسات تحليل اجتماعي واستشراف استراتيجي ترصد نبض المجتمع وتستبق الأزمات، مشيرة إلى فشل الحكومة في قراءة هذه التحولات الاجتماعية، و”عجزها عن الالتقاط السياسي لمؤشرات الغضب الشعبي”.
وفي سياق حديثها عن الانتخابات التشريعية ليوم 8 شتنبر، قالت ماء العينين إن ما وقع في تلك المحطة لا يمكن فصله عما يحدث اليوم، واصفة إياها بـ”العملية التي شابها تحكم واضح وتدخل فجّ في الإرادة الشعبية”، مما أفرز حكومة “مايلة “منذ يومها الأول، بأسماء غير قادرة على التأطير أو تحمل المسؤولية.
وأشارت إلى إفراغ المؤسسات المنتخبة من جوهرها، واستقدام نخب في الجماعات الترابية تفتقر للكفاءة السياسية، مضيفة أن هذه الحكومة حاولت في بدايتها “شراء وسائل الإعلام بدل التواصل مع المواطنين”.
إلى ذلك شددت ماء العينين على أن حزب العدالة والتنمية، رغم تموقعه في المعارضة، يبقى “القوة السياسية الأكثر تواصلاً وحضوراً”، مؤكدة أن العديد من المطالب التي رفعها الشباب المحتج سبق للحزب أن نبه إليها، من قبيل “تضارب المصالح وحكومة الفراقشية”، وفق تعبيرها.
رابط المشاركة :
شاهد أيضا
