14.03.10
بقلم/ محمد عصام
في البدء: كانت المرأة .. أصلا للحياة .. ووجعا للكلمات
كانت الوجودَ كلَّه حين يشي بالتدفق وتتناسل فيه الحياة .. هي الزمان بلا نهايات والحياة بلا لحد ولا كفن .. هي الأصل ودونها الفروع، تمتد فينا لتهب لنا تذكرة الاستمرار بطعم الإصرار على الوجود.
إنها الأنثى الحياة، أو الحياة بصيغة الأصل الممتد نحو المدى ..
جحودا، ننكرها دهرا، لنعترف لها بيوم بئيس بين رتابة أيام أخر، وهي التي من رحمها ولدت الأيام وتناسلت الدهور.
كم يكفينا من الورود لنؤبِّن الوفاء لها إلى متناه الأخير بمزيد من العقوق حين نفرد لها بطاقة حب خادعة مخادعة، بتوقيت مفرد لا يسمن من مسغبة ولا يعز من مذلة .
عذرا أيها الأصل المكابر فينا حد العناد، إن كسى العقوق وجه الكلمات، فإن لهيب الأشواق لن ينكسر على أعتاب الاعتراف لك بقدرك..
عذرا أيها الأصل إن تداعت حروف النفاق السياسي وصولات النسوانيات على هامتك الممتدة إلى عنان السماء بلا انحناء ولا تردد.
عذرا أيها الأصل، إن أقاموا لك معبدا أو نصبوا أنفسهم آلهة للبؤس أو كهنة للدَّجل. فلا أقدارهم تغريك أن تنضمي لقطيعهم، ولا أسماؤهم الرنانة زورا تصنع أفقا لغدك الذي تعجنين حبات بذوره بيديك الكادحتين.
أنت وحدك تختارين أعراسك، وتوقتين أعيادك، لأنك وحدك من يصنع الحياة بكرم باذخ، فلكِ أن لا تقبلي أيام نكرانهم عيدا يوارون به سوءة جحودهم. لك الأرض …لك السماء…لك الزمان كله وطنا ببسمة فرح وشوق عيد.
عذرا أيها الأصل إن أدلفت من يومهم هذا المنصوب على مشانق الزمن الجحود. فأنا ما تنكرت لألم العناد وأنت تمنحين لي دفء رحمك وطنا يحملني وهنا على وهن صوب البدايات.. ما تنكرت لك وأنا أصنع بعينيك الدافئتين، وأقتات من الأيام أعمارا وأجيالا..
ما تنكرت لك وأنت تشعلين الفؤاد نارا للعشق ونورا للإشتهاء..
ما تنكرت لك وأنت ترددين حُداء المسير في رفقة الحياة زهوا وانتشاء..
ما تنكرت لك وأنت ترثين الحياة تخرج من صلبي نحو الخلود والبقاء .
عفوا .. لقد أخطئوا حين قالوا إن لك عيدا، وأنت العيد بلا انتهاء .