[ After Header ] [ Desktop ]

[ After Header ] [ Desktop ]

[ after header ] [ Mobile ]

[ after header ] [ Mobile ]

“يا جبل ما يهزك ريح”

سليمان العمراني

تحل يوم 3 يناير من هذه السنة الذكرى الثالثة لتعيين جلالة الملك للحكومة الحالية التي جاءت عقب انتخابات شكلت استثناء في مسار الاستحقاقات التي عرفها المغرب، وهي مناسبة للتوقف عند حصيلة هذه المرحلة واستطلاع الآفاق التي تتوجه إليها بلادنا ومجمل التحديات المحيطة بتجربتها السياسية الوليدة.

لقد تصدت الحكومة الجديدة، بما لها من إرادة سياسية ورؤية واضحة وبما تتمتع به من ثقة الناخبين، لمهمتها الدستورية والمؤسساتية والسياسية وفق منهج يقوم على أركان التوافق والتعاون وبناء الثقة والمواطنة، والتراكم بتثبيت المكتسبات، والجرأة في الإصلاح لكن بتدرج وفق ممكنات المرحلة، وهو المنهج الذي يفسر الحصاد الإيجابي للأداء الحكومي والذي لن يعجز المنصفون عن إبصار منحاه الصاعد.

فقد استطاعت الحكومة في مرحلة لم تخل من صعوبات، الإسهام في تفعيل الدستور وبعث السياسة ومواجهة خصاص الماضي وتعبئة الإمكان المحدود لوقف النزيف انتصارا للمصلحة العليا للوطن، واليوم لا نجد عنوانا دالا على الروح التي تسكن جسدنا الوطني غير عنوان الثقة، وهي التي تفسر حجم جاذبية نموذجنا المغربي في الخارج وتنويه الدول والمنظمات به والإقبال على بلادنا سياحة واستثمارا وطلبا للخبرة والدعم، بل إن من آخر عناوين هذه الثقة هو نجاح عملية استرداد الموجودات خارج أرض الوطن والتي تجاوزت عتبة 26 مليار درهم، دون أن ننسى ما تحقق على درب إصلاح نظام المقاصة والتقاعد وغيرهما من الأوراش، وما لحق اقتصادنا الوطني من معافاة وما نجحت فيه الحكومة بإنتاج مبادرات اجتماعية موجهة للأرامل والطلبة والمقاومين والمتقاعدين وغيرهم.

إن التجربة الحكومية تتقدم وتخط طريقها بثبات وأمل، وتعطي الدليل بإنجازاتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية أنها حكومة مسؤولة، خصوصا ما اطرد من الإنجازات سنة 2014، وهي السنة التي شكلت انطلاقة لسنوات الحصاد بعد سنة من الإرباك وقبلها سنة من الصبر بتعبير رئيس الحكومة، فهي الحقيقة الناصعة التي لن تحجبها جعجعة المعارضة بدون طحين، بل يجب الإقرار اليوم أن سفينة الأغلبية الحكومية أكثر استقرارا وأشد تماسكا وأصلب عودا بعد تخلصها من عبئ من عصف به الخريف المغربي والذي يعتبر بحق في حالتنا المغربية ربيعا وليس خريفا، لذلك لن نتلفت اليوم لمن يمارسون دور التعمية والإلهاء والكبح ولن نزيد بغير قول الزعيم الفلسطيني المرحوم ياسر عرفات” يا جبل ما يهزك ريح”، فنموذجنا أثبت وأرسخ من أن تنال منه ريح قادمة من الشرق تحلم بتوقف قطار الحكومة المغربية بعد عام أو رياح منبعثة من الداخل تقوم بوظيفة الحرب بالوكالة، فكلها رياح ستتكسر بإذن الله على صلابة الصخر الذي يقف عليه الوطنيون المخلصون الصادقون من أبناء هذا الوطن:

كناطحٍ صخرةً يوما ليُوهِنَها   فلم يَضُرَّها وأوْهَى قرْنه الوَعْلُ

فإذا أراد خصومنا أن يتدافعوا معنا فلا سبيل لهم إلا بالمنافسة الشريفة والقائمة على المبادئ والقيم و”المعقول” بتعبير المرحوم عبد الله بها، أما بأساليبهم المعهودة والمألوفة فإنهم كمن يحرث في البحر..

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.