محمد يتيم
الحلقة الثانية
السيد يونس مجاهد مشفق هذه الايام على قيادة العدالة والتنمية ومنشغل ب” غضب ” قواعدها بسبب ” الذرائعية ” التي أبانت عنها وهي ” تغير الموقف من الانقلاب العسكري في مصر”.
لكن آخر من يملك ان يصف أو يتهم العدالة والتنمية ورجالها الشرفاء بالذرائعية والانتهازية هو “يونس مجاهد ” وفصيلته .
لسنا من الوقاحة وقلة الأخلاق أن نفتش في حياته الخاصة، ولا أن نسلك مسلكه حين تحدث حديث السفهاء عن الغرام وشهر العسل في تركيا، فإن في هذا النزول بمستوى الخطاب لدى عميد الصحافة ما يكفي للتدليل على الخطب ودرجة الانحدار اللذين حلا ب ” صاحبة الجلالة”، ولا أن أرد عن كذبه ودعواه بأنني قد قلت بإن القمار حلال حين تعلق الامر بممارسة ابن لي لعبة البوكر ( سنه بالمناسبة 34 سنة )، واستغرب أن عميد الصحافيين حاطب ليل وكان يفترض فيه أن يكون نموذجا في المهنية والتحقق !! ولكن أقول فقط: رحمة الله على المهنية !! ورحمة الله على “صاحبة الجلالة “حين يعميها التخندق الحزبي والمعارضة البئيسة، بل أسوأ انواع التخندق الحزبي والهبوط في القيم وفي الممارسة السياسية.
ولن نردد في هذا الصدد ما كتبه البعض عن “الأكياس المالية ” التي كانت تسلم لبعض الصحف، ولا عن اللقاءات الخاصة التي كانت تنظم لبعض “الصحفيين المرموقين ” كي يهمس لهم بما يتمنى مزاج بعض المتحكمين أن يروج وينشر! لأننا نتكلم في السياسة ونترك الحياة الخاصة للناس لرب الناس !/-
جرؤ مجاهد أن يتهمنا ب” النفاق السياسي ” والانتهازية وتبرير كل شيء بطريقة لا أخلاقية !! وهو آخر من يمكن أن يتكلم عن الأخلاق !!
آخر من يمكن أن يتكلم عن الذرائعية والبرجماتيه من أتى الى القيادة الحزبية بعد مؤتمرات تحكمت فيها الهواتف والانزالات و أثتها ” مناضلون” مفتولو العضلات !! مستعدون للاشتغال وأداء المهمة : مهمة تحطيم الرؤوس القاسحة بالكراسي والسماح للحواريين والأبواق الحزبية المساندة للزعيم أن تتربع على الكراسي التي تركها القياديون الحقيقيون !!!
آخر من بامكانه الحديث عن الانتهازية والذرائعية من جعل من نفسه لسانا لجوقة سياسية لم تترك شيئا من الذرائعية والانتهازية بقية لذائعي او انتهازي !!!
يكفي أن يصطف ويكتب في حريدة حزب يخوص حربا مدنسة ضد حكومة شعبية في تحالف غريب يضم جنبا الى جنب من كانوا الى عهد قريب يتهمون رمزا تاريخيا من قبيل المهدي بن بركة بالاجرام، وأذكره بما سبق أن كتبته جريدته في عمودها ” الجماهري ” عن ” زعيم ” فاس . قالت فيه ما لم يقله الحطيئة من هجاء في خصومه وأصدقائه ونفسه، ومالم تقله كل قصائد النقائض بين الأخطل والفرزدق !! ومع ذلك يجرؤ ” مجاهد ” أن يتكلم عن الإخلاق والنفاق والذرائعية !!!
يكفي أن نرى اصطفافك الى جانب من سبق أن شن ” حربا ” شعواء ضد من سماه آنذاك ب” الوافد الجديد ” وهدد بالتحالف حينها بالتحالف مع العدالة والتنمية، فاذا بكم اليوم اكثر انقلابا على مواقف الحزب التاريخية من الوافد الجديد، تتحركون بأمر ” إبليس” السياسة الذي يدعي أنه نافذ في الدولة ويتكلم باسمها دون إذنها وينتحل صفة سفير متجول فوق العادة وصفة نائب من نواب رئيس مجلس النواب !!!
تتحدثون عن جبهة حداثية في مواجهة الرجعية والظلامية !! فسبحان مبدل الأحوال! وعجبا أن يتحدث ” مجاهد ” عن الانتهازية والذرائعية !
يكفي أن يكون ” مجاهد” ناطقا من موقع ” معارضة ” فقدت البوصلة، معارضة تعيش حالة من التخبط والقفز من حالة ” معارضاتية ” الى حالة أخرى اكثر إثارة للشفقة.حاولت معارضتكم المضطربة تارة استغلال المطالب النقابية ففشلت وتوظيف المطالب النسائية تارة ثانية فانكشفت، وتعطيل المؤسسات ثالثة فافتضحت، ثم ها هي تستجدي التدخل الملكي فهزلت !! وقد سبق أن جربت ذلك حين لوحت بالخروج من الحكومة مساومة وضغطا وابتزازا لتجد نفسها تستكع في أزقة المعارضة التي لم تخلق لها قط ، فتورطت وصعقت!! .
للسيد مجاهد الذي أوهم نفسه أنه ضبطنا متلبسين بالذرائعية والانتهازية، وعاجزين عن اقناع قواعدنا بتفسير مقنع للقاء رئيس الحكومة بأمر من ملك البلاد ب ” السيسي “، أن يتوهم بانه قادر على إقناع الشعب الذكي باننا ذرائعيون انتهازيون وأنه وما تبقى من حزبه وحلفائه مبدئيون منسجمون في الأقوال والأفعال !!
نقول ل” مجاهد ” ستنتظرون طويلا اذا طمعتم ،ن ننهار كما انهرتم، وأن نسقط أخلاقيا كما سقطتم، لأننا حزب مؤسسات وحزب ديمقراطية حقيقية.
ستنتظرون طويلا لتروا يوما تنتهي فيه مؤتمراتنا الى ما انتهت اليه مؤتمراتكم أي على وقع الكراسي تكسر الاضلع وتشدخ الرؤوس .ستنظركم الخيبة تلو الخيبة وأنتم تنتظرون داخلنا الازمات والصراعات والانشقاقات.
ستبقون ضائعين بسبب أوهامكم في متاهات معارضة موحشة مقفرة، وأنتم تمنون النفس بأن حدلقة الكلام يمكن أن تغير حقائق الواقع، أو أنه بتذبيج ” كلمات العدد ” على مزاج ” الزعيم “، يمكن أن يصدق الشعب الذكي اننا قد نكون مثل كثير منكم انتهازييين ذرائعيين.
فالذرائعية والانتهازية ماركة مسجلة خاصة بكم لا يمكن ان نضاهيكم فيها، ما دامت معارضتكم على هذه الحالة من البؤس المثير للاشمئزاز، وعلى هذه الحالة المثيرة للشفقة أيضاً ذهبتم معارضتكم مؤخراً تستجدي تدخلا ملكيا، كي يكف بن كيران عنكم وأنتم أول من آذاه، وأن يرفق بكم وأنتم أول من فجر في خصومته، حتى أنكم نسبتموه تارة لداعش وتارة أخرى للتنظيم الدولي للاخوان المسلمين، وادعيتم أن حزبه تداعى للتطبيع وأنتم دهاقنته وسادته، وها أنتم تنسبونه لخيانة مواقف حزبه من انقلاب مصر وكنتم قبل ذلك تحملونه مسؤولية هجوم القناتين على مصر، وعدم تقديره للمصلحة العليا اليوم للوطن، وها أنتم تستكثرون عليه أن يتكلم كلام رجل الدولة وتصرف تصرف رجل الدولة، لأنكم في قرارة أنفسكم تكرهون أن يكون رجل دولة، وأنه كلما كان كذلك تضاءلتم وتهافتت معارضتكم !
نعلم أن هذا التصرف من بن كيران كرجل دولة، وتكليف جلالة الملك له بالنيابة عنه هو الذي يغيظكم لانه يسحب البساط من تحت ارجلكم، ويكشف زيف ما تدعون خاصة وهو يقع على عكس ما كنتم تتمنون، وخلاف ما كنتم تشتهون!!
نعلم أن الذي أغاظكم حقا ليس هو حرص صادق على الاخلاق السياسية وثبات على المواقف، ولكنه هو حضور بن كيران في القمة العربية وحضور الاستثناء المغربي، والتأكيد العملي على وجود خيارآخر، وأنتم كنتم تمنون النفس أن يصار في المغرب الى ” خريف ” محفوف بالمخاطر، بينما تمثيل بن كيران لجلالة الملك في هذا المحقل العربي وغيره من المحافل الأخرى يؤكد ذلك الاستثناء وتطبيع تجربة حزبه وتطبيع ودها في المشهد الرسمي العربي والدولي.نعلم ذلك خاصة وأنكم قد جربتم تأليب عددا من الأوساط العربية على التجربة المغربية والإدعاء بزعمكم أنها مثلها مثل غيرها من التجارب التي عرفتها المنطقة العربية، وأن الذي أغاظكم هو أن يقدم المغرب صورة غير الذي تتمنون أن ترسخ لدى الاشقاء العرب، وليس صدقكم ومصداقيتكم ومهاجمتكم ل” النفاق السياسي ” و”الانتهازية ” و” الذرائعية “. فعن أية ذرائعية تتحدثون وعن أية انتهازية تتكلمون !!!