محمد يتيم
أصر ” المحلل السياسي ” للبام على أن نتائج العدالة والتنمية في انتخابات المهنيين عقاب سياسي للعدالة والتنمية وان الهجوم الإلكتروني الذي تلقاه من ” جيشنا ” الإلكتروني نحمد الله على يقظته ونباهته وحفظه الله من العين، هو نتيجة صدمة حادثة الطريق التي تعرض لها الحزب في هذه الانتخابات.
واستخدم ” المحلل” بالمعنى المذموم فقهيا، أي الرجل يتزوج المرأة المطلقة طلاقا ثلاثا بمقابل كي يتمكن زوجها الأول من ارجاعها إلى عصمته وهو ما جاء في قوله تعالى : فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره “.
فكما أن هناك محللون من هذا النوع يستخدمون أنفسهم مقابل دراهم معدودة لتبييض علاقة زوجية لم يعد لها محل ولا مبرر وجود، هناك محللون لحزب جاء في زمن التحكم ودخل الساحة السياسية وكون فريقا وحزبا وحقق ما حققه في انتخابات 2009 بالإرهاب والترهيب والتهديد بفتح الملفات وتوظيف النفوذ، ولا يزال يستفيد من هذا الوهم الذي لا زال يعشش في أذهان كثيرين، كما يستفيد من حالة التهالك التي تعرفها الأحزاب التقليدية ومن منطق الحاجة إلى التوازن وتجييش الأعيان والطامحين والحاقدين من فلول اليسار العدمي الذي يوظف ما تبقى من مصطلحات ومفاهيم أكل عليها الدهر وشرب مع صبغها ببعض المساحيق من خطاب الحداثة
لكنه لا تلك المساحيق ولا المحلل له أو المحلل يمكن أن يعطي لعجوز شمطاء ولا لهيئة تحمل في أحشاءها وبين جنباتها بصمات الخطيئة الأصلية، شرعية التمثيل الديمقراطي أو شرعية النضال التاريخي.
كان من الممكن أن نصدق أن نتائج العدالة والتنمية تحمل تصويتا عقابيا كما قال المحلل السياسي بالمعنى الثاني، كان من الممكن أن نصدق ذلك لو كان الأعيان الذين رشحوا في لوائح البام قادمين من كل حذب وصوب وتلونوا في كل مرة بلون الزمان والمكان المناسب هم بديل سياسي ديمقراطي لحزب فشل في تدبير الشأن العام.
كان من الممكن أن نصدق لو أنهم أصحاب مشروع بديل وطرحوا برنامجا انتخابيا بديلا لممارسة حزب مهيمن على الغرف، وأن التصويت تصويت عقابي ، لو أن من صوت عليهم فعل ذلك لأنه تعرف على نفسه في ذلك البرنامج …
لكن حيث أن الأمر ليس كذلك وحيث انه من المثير للشفقة أن ” المحلل ” السياسي المزعوم، ليس إلا محللا بالمعنى الثاني يسعى أن يجد لحزب سلطوي المنشأ هجين من حيث التكوين والايديولوجية، شرعية تمثيل ديمقراطي حيث لا شرعية تاريخية له ولا شرعية في المنشا ،حزب وظيفي مثله مثل عدد من الأحزاب التي أنشئت في المغرب في سياقات معينة ومحدودة الصلاحية في الزمان والمكان، أحزاب لم تنشأ من رحم الشعب وإنما في سياق التحكم ولعبة التوازن، فإننا لا نقول إلا ما يقول علماء الإسلام في المحلل والمحلل له … وليس هذا حكم فقهي وإنما هي استعارة اقتضتها النازلة اقول من خلالها انه سيلزم هذا الحزب أن يتطهر سبع مرات وان تكون آخرها تيمما بالتراب كي نستطيع أن نصدق أن المحلل محلل سياسي فعلا وليس محللا بالمعنى الفقهي.
اقول هذا لأن أسوأ دور أن يقوم من ينسب إلى وظيفة المحلل السياسي بوظيفة ذيل بغلة السلطان الحزبي الباحث عن شرعية الوجود والاستمرار ..
يسرنا أن نعترف بهزيمتنا الانتخابية في انتخابات ديمقراطية من قبل أحزاب حقيقية ولدت من رحم الشعب .. كانت أمنيتنا أن بالنظر إلى ظروف نشأة هذا الحزب أن يكون قد حل نفسه مباشرة بعد الحراك الشبابي .. واليوم قد نكتفي منه بأن يقوم بعملية نقد ذاتي لما اقترفته في حق المغرب في انتخابات 2009 على الأقل .. آنذاك واذا تحول إلى حزب حقيقي يمكن أن نعترف بهزيمتنا ديمقراطيا في مواجهته.