كلمة الموقع
لم يتردد الرئيس المدير العام ليومية L’économiste في افتتاحيته ليوم الجمعة 11 شتنبر 2015، وهو يقدم قراءته لنتائج اقتراع 4 شتنبر 2015، في ممارسة أشد أنواع التضليل الإعلامي ليقدم قراءة سطحية موغلة في التزييف حيث اعتبر أن القول بفوز حزب العدالة والتنمية أمر خاطئ، متجاهلا بأن حزب العدالة والتنمية جاء الأول من حيث عدد الأصوات بـمليون و672 ألف صوت على مستوى الجهات، كما أنه جاء الأول بحصوله على حوالي 25 بالمائة من الجهات، فضلا عن حيازته للأغلبية المطلقة أو تصدره لغالبية المدن الكبرى والمتوسطة إلا استثناءا، وهي معطيات ملموسة لا يمكن إخفاءها بالحديث عن تقدم في عدد المقاعد، لأن ذلك بكل بساطة اخفاء للشمس بالغربال، خاصة وأن عدد الأصوات المطلوبة في العالم القروي للحصول على مقعد هي قليلة جدا بالمقارنة مع عدد الأصوات المطلوبة في العالم الحضري، ويكفي هنا أن يعلم المرء أن هذا الأخير وفي المدن التي يتجاوز عدد ساكنتها 35 الف نسمة تتوفر فقط على حوالي 6000 مقعد مقارنة مع 25 الف مقعد في العالم القروي، والذي يلعب العنصر الجغرافي محددا حاسما في تحديد المقاعد المخصصة، وليس فقط العنصر الديموغرافي كما هو في المدن.
بمعنى نحن إزاء قراءة مضللة مثل التي تمت في قراءة نتائج الانتخابات المهنية وأدت لنشوة انتصار سياسي زائف عند الاصالة والمعاصرة ليستفيق قادته على وقع هزيمة قاسية.
والأسوء هو سقوط الرئيس المدير العام ليومية L’économiste في مقارنة متعسفة عندما اعتبر أن هذه الانتخابات ستنتج حتما تصدر حزب الأصالة والمعاصرة للانتخابات التشريعية، وهو أمر لا يمكن أن يقع فيه مبتدئ في العلوم السياسية والقانون الدستوري باعتبار أن عدد المقاعد مختلف جذريا بين الأولى والثانية وإلا لماذا لم يدعُ في افتتاحيته إلى انتخابات سابقة لأوانها.
إنها فضيحة صارخة وواضحة في التحليل السياسي المصطنع والجائف والتي تفسر لماذا يكررون نفس الأخطاء فهم عاجزون عن قراءة الواقع، وترتيب الدروس اللازمة لتصحيح المسار.