دروس بليغة

كلمة الموقع

بكل اعتزاز، كشفت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية عن وكلاء لوائح أغلب الدوائر الانتخابية الذين سيخوضون غمار الانتخابات التشريعية يوم سابع أكتوبر المقبل.

 إنهم مرشحو المصباح سينزلون إلى الشوارع خلال أيام الحملة الانتخابية، التي ستنطلق بعد أيام قليلة، يجوبون الأحياء، يطرقون الأبواب بكل افتخار ويتواصلون مع المواطنين ورؤوسهم مرفوعة، لأن حزبهم كان وما زال وسيبقى وفيا للوطن ولثوابته المقدسة، وإنهم أنفسهم ظلوا أوفياء لمبادئه، وغلّبوا مصلحة الوطن والمواطن على مصالحهم الشخصية.

بكل افتخار إذن، أماط الحزب اللثام عن لوائح مرشحيه، وأعلن للمغاربة أن عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة، قبِل النزال وسيعود مجددا إلى دائرته التي بوأته مقعدا تحت قبة البرلمان منذ أول انتخابات برلمانية شارك فيها. فلا يجد رئيس الحكومة أي حرج في أن يخوض حملته الانتخابية في دائرة سكانها يعرفون جيدا مكانة الرجل وأخلاقه، ومدى التزامه ووفائه بالوعود، وأيضا قدرته على تسيير فريق حكومي حقق إنجازات وباشر إصلاحات صعبة، ستعود بالخير على البلاد والعباد.

 إنه الدرس البليغ الأول الذي قدمه حزب العدالة والتنمية من خلال ترشيحه لأمينه العام، الذي لا تحول أية عقدة دون عودته إلى سلا المدينة، دائرته الانتخابية الأصلية، ليجدد التواصل مع ساكنتها، ويعطي صورة المترشح الذي باشر مهامه الحكومية بكل مسؤولية وتفان وإخلاص، وغلّب مصلحة الوطن على مصالح حزبه أو أغلبيته.

أما بالنسبة لقبول التحاق أسماء معروفة على الصعيد الوطني من أمثال حماد القباج ونجيب الوزاني وغيرهما، فهذا هو ثاني درس بليغ سيكون له ما بعده. إن حزب المصباح يعي جيدا أنه بمثابة وعاء لكل امرأة أو رجل من الذين يحبون الخير للوطن. حزب مفتوح في وجه جميع المغاربة الغيورين الذين يؤمنون بنعمة الاستقرار، وحزب منفتح على الوطنيين الذين لا يتهربون من مسؤولية الإصلاح مهما كانت كلفته السياسية والشعبية.

الدرس البليغ الثالث، لا يقل أهمية عن الدروس السابقة، كون الحزب جدد الثقة في برلمانيين سابقين من الذين بذلوا جهدا كبيرا على مستوى دوائرهم. وبقربهم الدائم من منتخبيهم، وخدمتهم لهم وفق المستطاع، وتواصلهم الذي لم ينقطع بوصولهم إلى قبة البرلمان، حصلوا على الثقة من جديد، وسيخوضون انتخابات سابع أكتوبر المقبل بكل مسؤولية وحماس.

أما ترشيح نساء وكيلات لوائح محلية، فهو الدرس البليغ الرابع الذي يترجم مكانة المرأة لدى العدالة والتنمية. فهذه ليست سابقة بالنسبة إلى الحزب، بل سبق له في محطات انتخابية أن رشح وكيلات لوائح محلية ممن حالفهن الحظ في دخول قبة البرلمان عن جدارة واستحقاق. إن الحزب لا يكتفي برفع الشعارات فقط، بل يحاول جاهدا تجسيد قناعاته على أرض الواقع، وما ترشيح أمينة ماء العينين وعزوها العراك، على التوالي في كل من دائرتي الحي الحسني ووادي الذهب، إلا دليل على أن حزب المصباح يثق في كفاءات نسائه، كما يثق أيضا في رجاله وشبابه.

إنها التحديات التي استحضرها العدالة والتنمية وهو يستعد لمحطة انتخابية حاسمة تجرى في ظرفية سياسية حساسة، لذلك، من باب الوطنية والمسؤولية التاريخية، أن يمد الحزب يده للراغبين في العمل من داخل المؤسسات، وأن يسع صدره للذين يؤمنون بأن المغرب يحتاج إلى جميع أبنائه الأوفياء الذين يرفضون رفضا قاطعا كل أنواع التحكم من فئة تريد، للأسف، العودة بالبلاد إلى الوراء ضاربة بذلك مقتضيات الدستور الجديد عرض الحائط.

ثم إن من حق الخائفين على مسار الاختيار الديمقراطي أن يلتحقوا بالأحزاب الوطنية الجادة التي تعتبر دائما الناخب مصدرا للسلطة وليس للابتزاز والتخويف.

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.