صفعة التحكم في عقر داره

كلمة الموقع

انتهى الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية، بكل ما لتلك الأيام من تحديات واجهت المترشحين في مختلف ربوع البلاد. إنه أسبوع التسخينات وجس النبض، وقياس درجة الحضور القوي من عدمه.  

وإذا كان لكل محطة انتخابية “غرائبها”، فإن من الغرائب السبع (نسبة إلى العجائب السبع) في هذه الحملة أن زعيم حزب سياسي يأتي لرئاسة تجمع “جماهيري حاشد”، فيجد المكان فارغا، والكراسي خاوية على عروشها، فلا يقوى على الكلام إلا لدقائق معدودة، ثم يغادر المكان مطأطأ الرأس، وكله خيبة وأسف لأن بني قبيلته الريفية لم يلبّوا الدعوة، وتركوه “مصدوما” وسط قاعة لم يدخلها إلا بعض المياومين الذين “اضطروا” إلى ذلك اضطرارا، رفقة من كانوا يتكلفون بالحملة هناك.

كيف لرئيس حزب سياسي، يقدم نفسه للمغاربة على أنه هو “البديل المنتظر” والمنافس رقم واحد لحزب العدالة والتنمية لم يستطع أن يقنع مواطنين بحضور تجمع جماهيري في منطقة بني بوعياش، التي تأوي قريته حيث تربى وترعرع، أن يقنع المواطنين ومعهم الشعب المغربي بمشروعه أو أفكاره، “إن وجدت”.

كيف لزعيم البام أن يقبل مثل هذه الصفعة التي تلقاها من أقرب الناس في عقر داره، وفي عز الحملة الانتخابية التي يقاس فيها مدى تجاوب الناس مع كل حزب على حدة، ومع برنامجه الانتخابي وخطابه السياسي، فتنظيم “المهرجان” باء بالفشل، ورفْض المواطنين الجلوس من أجل الاستماع إلى كلمة “الرئيس” مؤشر على أن لا مكان لهذا الحزب في المنطقة، وأن الرسالة التي تلقاها إلياس العماري باتت واضحة، رسالة مفادها أن هناك رفض  لهذا الحزب ولمشروعه التنظيمي، وللأشخاص الذين يمثلونه، حتى لو كانوا من أبناء المنطقة.

والأكيد أن المواطن سيقارن لا محالة، وبدون أدنى شك، بين ما وقع في بني بوعياش وبني بوفراح، وبين ما وقع في مركب مولاي عبد الله الرباط وفي مهرجان مراكش وحتى في سلا، عندما وقف عبد الإله ابن كيران، أمين عام حزب العدالة والتنمية، وخطب أمام جماهير وحشود من المواطنين الذين أتوا من كل فج عميق، ملؤوا القاعة عن آخرها، ومن لم يجد مكانه داخلها، رابض في الخارج، ولم يغادر المكان، لأن ابن كيران يقول كلاما نابعا من القلب، كلاما صادقا لا غبار عليه، ولأن ابن كيران يجدد العهد مع المواطنين على قاعدة مواصلة الإصلاح والدفع بعجلة تنمية البلاد وتطورها إلى الأمام.

الذين تحملوا مشقة التنقل من مناطق بعيدة إلى الرباط وإلى مراكش… فعلوا ذلك من محض إرادتهم، ودون أي محاولات الإكراه أو الترهيب أو أشياء أخرى…جاؤوا لأن ابن كيران يقول الحقيقة وينقل الواقع، وهو الذي شارك المغاربة بمختلف مستوياتهم ووعيهم، في كل الإصلاحات التي كان يقوم بها رفقة فريقه الحكومي. ففي الجلسات الشهرية، يتحدث مع الرأي العام بلغة يفهمها الجميع، يبسط التدابير التي يقوم بها، ويشرح الظروف، بل يكشف عن ملابسات القرارات التي يعتزم اتخاذها، والأوراش التي يفتحها.

إنه رجل تواصل بامتياز، يثق في المواطن، كما المواطن يثق فيه، لذلك، دعا المواطنين من قلب عاصمة النخيل بالتحرر من الخوف، وتحكيم الضمير يوم سابع أكتوبر. هذا اليوم الذي سيشهد على من قابل الناس كلامه بحماس، وبين من ولّوا ظهورهم وتركوه أمام الكراسي الفارغة…

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.