كلمة الموقع
نصيحة بليغة تلك التي وجهها عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، لسكان مدينة العرائش ومن خلالهم إلى جميع المغاربة.
نصيحة سهلة، لكن حمولتها ثقيلة: “لا للنوم يوم الجمعة 7 أكتوبر”. هذه رسالة قوية من أمين عام حزب، من أن تكون انتخابات السابع من أكتوبر شاهدة على تحول عميق في مسار استمرار البناء الديمقراطي في بلادنا.
فعلا لا يحق لأي مواطن غيور على بلده، وعلى مساره السياسي، وعلى مستقبله القريب والبعيد، أن يخْلد إلى النّوم يوم الجمعة المقبل. بل على الجميع التوجه إلى مكاتب التصويت حيث ستصنع الخريطة السياسية للبرلمان المقبل، ومعه ملامح تشكيلة الحكومة المقبلة.
وواهم من يرى أن صوته غير مجدٍ ولن يغير في الوضع شيئا، ومخطئ من يعتقد أن “تكاسله”، أو “نومه” يوم الجمعة سابع أكتوبر لن يؤثر، ما دام الآخرون سيشدون الرحال إلى مكاتب التصويت وسيدلون بأصواتهم، أو أن العملية الانتخابية برمتها مسألة لا تعنيه لا من قريب ولا من بعيد. بالعكس، كل واحد منا يبقى “مصدر السلطة الحقيقية”، وكل من ورد اسمه ضمن لائحة الهيأة الناخبة، فله من القوة ما يجعل صوته رقما مهما في معادلة صعبة، وحَكَما في معركة اشتد فيها التنافس الانتخابي والتدافع السياسي بين تيار يؤمن بأن استمرار الإصلاح في ظل الاستقرار هو السبيل لتطور الوطن ورقيه، وبين تيار يريد أن يعود ببلادنا إلى سنوات أو حتى إلى عقود غابرة لإعادة تغليب منطق التحكم وتعطيل المؤسسات.
الوعي الذي يفترض أن يترسخ لدى كل واحد منا أن أي تقاعس عن أداء الواجب الوطني المتمثل في التصويت، يمكن أن يفرز خريطة سياسية مشوهة، لا تعكس حقيقة إرادة الشعب الذي هتف في كل المدن والقرى والجبال والمداشر يريد استمرار الإصلاح، ويريد للحزب ولاية ثانية ليستكمل تنفيذ الأوراش الكبرى التي أطلقها في عهد الحكومة الحالية، ويستمر قطار الإصلاح سيره بكل أمان.
إن يوم سابع أكتوبر، هو يوم التحدي بكل ما للكلمة من معنى، لذا كانت وصية ابن كيران بعدم النوم، ولنجعل “لا للنوم” شعارا لنا يوم الجمعة المقبل، ونختار المرشحين الصالحين، الذين يؤمنون بالإصلاح رؤية وسبيلا لتجاوز معيقات التطور، وكسب رهانات وتحديات المستقبل الذي يفرض فرز نخبة سياسية “كبدتها على البلاد”، على حد تعبير ابن كيران، الشيء الذي لن يتأتى إلا بالمشاركة في عملية التصويت أولا، ثم باختيار المرشحين الذين تتوافر فيهم شروط المصداقية والمعقول والتفاني في الدفاع عن حقوق من سيمثلونهم في قبة البرلمان.
إن يوم سابع أكتوبر، ليس يوما للنوم، بل يوم يقظة، و”فتح العيون”، لأنه حراك حقيقي بين الإصلاح والتحكم، وبين من يتكلم كلاما جادا وصادقا، ومن يبيع الأوهام وينشر الأكاذيب والإشاعات…