[ After Header ] [ Desktop ]

[ After Header ] [ Desktop ]

[ after header ] [ Mobile ]

[ after header ] [ Mobile ]

الفصيح والحضيض في كلام مجاهد

محمد عصام

يبدو ان كاتب زاوية بالفصيح، قد اختلطت عليه مستلزمات القول الفصيح، فتلبس بسبق الاصرار وبليد التربص بجرم التلبيس بدل الافصاح، وباقتراف ” الحضيض من القول” بدل الفصيح، ولا نظن أن أحدا من المغاربة مهما علا أو دنا كعبه في السياسة أو الإعلام أو هما معا، قد يورد نفسه مواطن التهلكة بادعاء ما ادعاه من كان في يوم من الايام  نقيب الصحفيين  وحارس معبد المهنية واحترام اخلاقيات الصحافة، من كان يتوقع أن يتردى من كان كذلك الى هذا الحضيض ويُجْهد نفسه في إحصاء نقاط التشابه بين رجل الدولة باقتدار، الرئيس السابق للحكومة الاستاذ عبد الإله ابن كيران والامين العام لحزب وطني مشهود له بوطنيته العالية وديمقراطيته الرفيعة، من طرف الخاص والعام، مع زعيمة اليمين المتطرف الذي ترتعد فرائص كل الديمقراطيين  في كل العالم خوفا من كآبة قسمات وجه فرنسا الحرية والعدالة والمساواة، لا قدر الله وفازت في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة في فرنسا كما لا تشتهيه سفن كل الديمقراطيين، ألا يدري نقيب الزمن الغابر أنه يعاكس بقوله ذاك الفضيح وليس الفصيح، توجهات رئيس الدولة الملك محمد السادس، وهو الذي لم تمنعه مبادرة إعفاء ابن كيران من رئاسة الحكومة وتعيين العثماني مكلفا بتشكيلها، من التنويه والاشادة بابن كيران بقول فصيح مبين” وقد أبى جلالته إلا أن يشيد بروح المسؤولية العالية والوطنية الصادقة، التي أبان عليها السيد عبد الإله ابن كيران، طيلة الفترة التي تولى خلالها رئاسة الحكومة بكل كفاءة واقتدار ونكران ذات” ( نص بلاغ الديوان الملكي)، فكيف أبَحْتَ يا نقيب الصحافة لنفسك الأمارة بالسوء والمكتظة بإثم الحقد الايديولوجي والعمى السياسي، أن تبوء بجرم التشكيك في صدق جلالته وإنصافه لشخصية وطنية من طراز ابن كيران، ألم يكن جلالته على علم بالقواسم المشتركة التي أجهدت نفسك في عَدِّها بين ابن كيران والتيار الشوڤيني الذي تمثله لوبين في فرنسا؟!

أم أنك من فرط الحضيض الذي استحللت الولوغ منه تتهم بوعي منك أو بدونه، جلالته بالعبث بمستقبل ما يفوق الثلاثين مليونا من المغاربة مرتين، يوم عين ابن كيران رئيسا لحكومة ما بعد دستور 2011، ويوم جدد ثقته به وعينه من جديد رئيسا مكلفا بتشكيل الحكومة بعد انتخابات 2016؟؟!! ويوم اشاد به وهو يعفيه من مهمة تشكيل الحكومة؟!

ماذا يا نقيب زمن غابر، تريد قوله بمقارناتك الفجة؟! وأي رسالة تنوي بعثها للداخل والخارج بهذيانك هذا الذي لم تعرف له ساحة السياسة والإعلام مثيلا؟ أتريد أن ترسل رسالة عن بلد نظنك ولو خاطئين او متوهمين،  أنك تنتشي بالانتماء له، مفادها أن كل التقارير الدولية التي تشيد بإنجازات المغرب وانفتاحه وتقدمه في مؤشر الأعمال وجاذبية الاستثمار وارتقائه في درجات الحرية وإدماج المهاجرين، كلها مخطئة وأن المغرب قادَتْه حكومةٌ شوفينية خمس سنوات وستعقبها أخرى شوفينية- للاسف حزبك شريك فيها- ما دامت رئاستها في يد حزب أمينه العام لا يختلف عن ماري لوبين إلا في الخِلقة والجنس، أما ما تبقى فهما وجهان لعملة واحدة، يفترقان فيما يفترق فيه الدرهم والاورو من حيث القيمة فحسب؟!.
أما الداخل، فهل تريد أن تقول لكل المغاربة الذي صوتوا على هذا الحزب وعلى أمينه العام وبوأوه صدارة مشهد لم تسعف نتائج انتخاباته حزبك بالكاد على حيازة ما يمكنه به أن يشكل مجرد فريق في مجلس النواب؟ دون ان نستعير تشكيك بعض قادتكم من اعضاء مكتبكم السياسي في كيفية جمع شمل هذا الفريق. هل تريد ان تقول لهم انكم قاصرون وانه من حقك وانت الحداثي جدا أن تمارس عليهم الوصاية وتفرض عليهم الحجر؟؟!!

قلتم وأنتم في حضيضكم أن غياب لغة البدائل مشترك بين ابن كيران ولوبين، ونسيتم وانتم في حمأة تنقيصكم لخصومكم حقدا وافتراء، أن ما قدمه ابن كيران من بدائل منقذة ومهيكلة للاقتصاد الوطني ولنسيجه الاجتماعي وتماسكه، كان محط تقدير وطني ودولي وموضع استفتاء شعبي في الانتخابات التشريعية الاخيرة التي لا احتاج لتذكيرك بنتائجها لحساسيتك المرضية منها؟!  ثم أليس حزبكم من رفع في حملته شعار 55 كفى، فإذا به ينقلب ويتبنى مواصلة كل المشاريع التي بدأتها حكومة ابن كيران والتي كانت موضوع ” كفاكم الخمسة والخمسين”؟ إلا إذا كنت قد قطعت صلتك بحزبك، آنذاك يحق لك أن تقول ما تشاء ولكن قبلها اخلع عنك ثوب” التقية والجبن” واعلن ” بالفصيح” استقالتك؟

 وقلت أيضا وقولك كذب، أن ابن كيران ولوبين تجمعهما لغة التهجم والإساءة، وأنت في الحقيقة تخفي رهابا حقيقيا من تفوق ابن كيران في التواصل وتجسير العلاقة بين المواطنين والسياسة وتصالحهما، وهذا ليس عيبك وحدك فهو مشترك بين كل المهزومين والعجزة في سوق التدافع السياسي، ولستُ في حاجة الى أن اذكرك وإياهم كيف أفرغ هؤلاء لحظة دستورية من حجم الجلسة الشهرية حول السياسة العامة من مضمونها، هروبا من المواجهة ولغة المكاشفة أمام الشعب، كما لستُ في حاجة الى أنعث لك بالاسم والعنوان والصفة من الزعماء السياسيين والى اي توجه ينتمي، الذي اقترف امام الملايين المغاربة، بذاءة من حجم ( واش الحكومة ديال باه) وهو يحتج على اعتراض ابن كيران دخول حزبه للحكومة.

وانت تختم مقالتك ساءك من ابن كيران ان يضحك او يقهقه، وهو الذي حوَّل خطاب المسؤول السياسي الى خطاب انساني تعتريه ما يعتري الانسان لحظة فرحه ولحظة غضبه وحتى لحظات البكاء من صنوف الاثر ما لا طاقة لك على فهمه، وأنى لك أن تعرف هذه اللغة او تذوق عذب صدقها، يكفيك إن القيت السمع ومحصت النظر، أن تتملى وجوه المغاربة إن عرفت لهم سبيلا، فالجواب يملأ عيونهم ويسكن تقاسيم وجوهم، لكن صعْب عليك ان تعرف تلك اللغة، إنها ينابع الصدق التي تجعل السياسي يبني عرشه في قلوب الناس، لا أن يدعي الفصاحة كما يحكي الهر انتفاخا صولة الأسد!!!!!
هامش على المتن الأصلي
في نفس العدد وفي الصفحة الاولى من جريدتك خبر عن مرشح وحيد لرئاسة حزب عتيد، ربما هنا تصح المقارنة في معاداة الديمقراطية والحداثة وهلم جرا من النعوث ومارين لوبين بطبيعة الحال مع مراعاة الفارق، فالجبهة الوطنية بفرنسا لا يتقدم لرئاستها مرشح وحيد والعياذ بالله.

 

شاهد أيضا
شارك برأيك

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.